الولادة: –
الوفاة: –
وُلد هذا القديس بأوسيم من أب يدعى أنستاسيوس وأم تقية تُدعى سوسنة، ربياه على روح التقوى والعبادة ومحبة الفقراء. وإذ بلغ التاسعة من عمره أرسله والده إلى قسٍ فاضل يدعى أوسانيوس لكي يعلمه الكتب المقدسة وتعاليم الكنيسة. في إحدى المرات إذ كان ماضياً إلى المكتب وبصحبته أحد الغلمان، رآه مجذوم فسأله صدقة، وإذ مدّ يده ليهبه صدقة شُفي المريض في الحال. اندهش الكل وشعروا أنه سيكون لهذا الفتى شأن عظيم، وقد طلب الكاهن نفسه من الغلام أن يباركه. وفي نفس الليلة ظهر ملاك للكاهن يخبره بما سيكون أمر هذا الفتى. أما بيفام فازداد انسحاقاً أمام الله، وصار يصوم كل يوم حتى المساء، محوِّلاً مخدعه إلى قلاية للعبادة.
ظهور السيد المسيح
له إذ صار يعبد الله بتقوى وأمانة ظهر له السيد المسيح ومعه القديسة مريم والدة الإله ورئيس الملائكة غبريال، وقد أنبأه السيد المسيح انه سينال إكليل الشهادة. وفي الصباح شاهده أولاده بوجه مضيء وقد فاحت من حجرته رائحة بخور طيبة. أخبر القديس بيفام صديقه تاوضروس الذي صار فيما بعد أسقفاً على أوسيم، وهو الذي كتب سيرة القديس في ميمر، بما رآه.
حبه للبتولية
في عيد السيدة العذراء أقام والداه وليمة محبة للفقراء كعادتهما، وبعد الوليمة فاتحاه في أمر زواجه، فأجابهما: “إني أحرص أن أكون بتولاً إلى أن أقف أمام منبر السيد المسيح إلهي”، فصمت الوالدان.
بعد أيام تنيح والده، فصار الابن يمارس أعمال الرحمة التي ورثها عن والده.
رؤيا الأنبا سرابيون
روى ناسك قديس يُدعى سرابيون للقديس تاوضروس أنه أبصر رؤيا من جهة القديس بيفام، أن ملاكاً حمله إلى أوسيم وأراه في غربها سطانائيل (الشيطان) وجنوده في مناظر مخيفة ومرعبة، وكان سطانائيل يقول: “الويل لي، الويل لي اليوم من هذا الفتى بيفام بن أنسطاسيوس لأنه تركني واتبع وصايا الله، ولا أقدر أن أغلبه ولا أن أضعفه سريعاً…” ثم انطلق به إلى شرق المدينة ليريه سبعة كراسي مملوءة مجداً، ولما سأل الملاك عنها، أجابه: “هذه سبع فضائل اقتناها الفتى الحكيم بيفام بحفظ وصايا الله وكمالها بالفعل وهي: “التواضع، الطهارة، البتولية، الصلاة، الصبر، المحبة”.
لاحظ أن كرسي المحبة يضئ أكثر من بقية الكراسي، كما رأى الأشخاص الروحانيين راكبين خيلاً وبأيديهم سيوف ذي حدين تحوط بهم جوقة من الملائكة، وقد سار الكل نحو الشيطان، الذي ما أن رآهم حتى هرب وصار كالدخان، ثم عادوا ليدخلوا بيت القديس بيفام.
دعوته للاستشهاد
ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل في مخدعه وطلب منه أن يتقدم ومعه الغلام ديوجانس ليستشهد. وقد أخبر صديقه تاوضروس بما رآه.
دخل أريانا والي أنصنا مدينة أوسيم، فقام أبيفام وصلى، وقد لبس أفخر الثياب، ومنطق نفسه بمنطقة من ذهب وركب حصاناً، وكان يقول: “هذا هو يوم عرسي الحقيقي، هذا هو يوم فرحي وسروري بلقاء ملكي والهي سيدي يسوع المسيح”. إذ شهد للسيد المسيح أمر أريانا بربطه بذنب الحصان، وأن يطوفوا به في المدينة. وإذ رأته والدته سوسنة صارت تبكي، أما هو فقال لها: “لا تبكي يا أمي ولا تحزني، بل افرحي فإن هذا هو يوم عرسي لأكون صديقاً للعريس السماوي، مشاركاً في مجده وملكوته. هذه هي الساعة التي فيها تكون تنقية الإيمان من دنس الشكوك. هذه هي الساعة التي فيها تُقدم أجسادنا ذبيحة مقبولة لله”. إذ سمعت أمه كلماته شهدت للسيد المسيح مع جموع من المحيطين بها، فصنع الوالي أتوناً من النار، ونالت مع الجموع إكليل الاستشهاد في 28 توت.
تعرض القديس لعذابات كثيرة مثل تسمير يديه ورجليه، وقد ظهر له السيد المسيح الذي ثبته وشفي جراحاته. أمر الوالي بسحبه في طرق المدينة وحرقه خارجها. وقد حدث أن رجلاً أعمى سمع عما يحدث فأخذ دماً من الأرض ولطخ به عينيه فأبصر ومجد الله. قُطعت رقبة القديس ونال إكليل الاستشهاد، وذلك بمدينة قاو بصعيد مصر، من تخوم طما، في 27 طوبة. ذكر المقريزي أن دير بيفام خارج طما وأن أهلها نصارى، لكن مع اتساع العمران صار داخل المدينة من الجهة القبلية، يقع في وسط المقابر.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت