الولادة:353
الوفاة: 431
امتدح كثير من الآباء القديسين مثل إمبروسيوس وجيروم وأغسطينوس القديس بولينوس أسقف نولا St. Paulinus of Nola . ولد بولينوس بمدينة بُردو Bordeaux ببلاد الغال (فرنسا) حوالي عام 353م، وكان والده بونتيوس بولينوس قاضياً ووالياً بفرنسا. تتلمذ بولينوس على يدي شاعر مشهور يدعى أوسنيوس Ausonius، فصار خطيباً شاعراً.
تزوج تراسيا Tharasia، سيدة فاضلة أسبانية غنية جداً. أحبه الإمبراطور فالنتينيان الكبير لذكائه وفطنته مع شرفه، فأقامه والياً على روما، بقى حوالي 15 عاماً منهمكاً في الأعمال الدنيوية، كما أن مركزه كوالي روما وزواجه من الأسبانية جعله كثير التردد على أسبانيا وفرنسا وبلاد إيطاليا. التقي بالقديس إمبروسيوس في ميلان الذي كان يوقره جداً، وفي زيارة لنولا مدينة القديس فيلكس تأثر جداً بالمعجزات التي كانت تتم عند مقبرة القديس، فمال لتكريس حياته للإيمان المسيحي إذ لم يكن بعد قد نال المعمودية، حتى بلغ سن 38، حيث نالها على يدي أسقف بُردو.
اشتاق إلى حياة الخلوة بعد نواله المعمودية، فصار يمارس الصلوات والأصوام في حياة جادة، لكن شهرته وكثرة أصدقائه كان عائقاً عن تمتعه بالخلوة، لذا قرر أن يسافر إلى أسبانيا بلد زوجته. هناك حملت زوجته العاقر وأنجبت ابناً توفي بعد ثمانية أيام، فشعرا أن الله لا يريد لهما طفلاً، وقررا أن يعيشا كأخٍ مع أخته.
سيامته كاهناً
تلألأت حياتهما الروحية في مدينة زوجته برسيلونا Barcelona بأسبانيا، فألزمه الشعب مع الكهنة أن يقبل الكهنوت على يديْ الأسقف لامبيوس Lampius. بقيا هناك أربع سنوات حيث باعا ممتلكاتهما ووزعاها على الفقراء. عاد بولينوس إلى ميلان حيث استقبله القديس إمبروسيوس بشوق شديد وألزمه أن يبقى معه إلى حين. بعد نياحة القديس إمبروسيوس ذهب إلى روما حيث استقبله أسقفها وكهنتها ببرود شديد، ربما بسبب صداقته للقديس جيروم الذي حسبه الأسقف منافساً له إذ كان قد رُشح للأسقفية، وقد أضطر القديس جيروم إلى ترك روما. وجد بولينوس الجو غير ملائم بالنسبة له في روما فانطلق إلى نولا مع زوجته تراسيا، وهناك انعزلا كل على انفراد يمارس حياة الوحدة.
لكن التصق بالقديس عدد كبير من الأشراف يمارسون حياة الوحدة تحت قيادته، ويعيشون حياة نسكية صارمة.
سيامته أسقفاً
إذ تنيح أسقف نولا ألزمه الشعب بقبول الأسقفية سنة 409م، فكان يسلك بروح الأبوة الحانية في اتضاع وبذل، كما كان على علاقة بأكثر الآباء المشهورين في عصره. تنيح حوالي 431م، تاركاً تراثاً ضخماً من الشعر المسيحي الروحي، خاصة في مديح القديس فيلكس. يعيد له الغرب في 22 من شهر يونيو.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت