الولادة: –
الوفاة: –
أسقف بابيلون
يعتبر من أبرز المفكرين الأقباط في القرن الثالث عشر. ولد ببوش التابعة لبني سويف، وترهب في دير بالفيوم مع داود بن لقلق الذي صار فيما بعد البابا كيرلس بن لقلق (75). يقول عنه الأب يعقوب مويزر الهولندي: “رجل نزيه، محب لشعبه، بعيد عن الأهواء الحزبية، لا يعرف غير الكنيسة ورفع شأنها، عالم جليل طويل البال في المعارف الدينية… كاهن تتقد في قلبه غيرة الرسول بولس، مفسر قدير على شرح الأقوال الإلهية والتعليق عليها، كاشفاً غوامضها، ومفصلاً لمشكلاتها، خطيب ديني مصقع، يرفع القلوب النافرة إلى المعالي ويلهبها، مجادل ماهر ذو ذهن وقاد، قوي الحجج، ردوده أشبه بالخمسة حجارة الملساء في جراب داود الغلام عند مبارزته جليات الجبار”. رُشح للبابوية وكان معه منافسان عنيدان هما الأرشيدياكون أبو شاكر بطرس بكنيسة المعلقة، وداود بن لقلق…
وكانت المعركة حامية، انقسمت الكنيسة إلى تحزبات، أما الأنبا بولس فكان يزهد كل شئ لم يتهافت على الكرسي المرقسي، بل نجده وسط هذه العاصفة ينشغل مع صديقه الحميم داود بن لقلق في تأليف كتابه في أصول الدين وفي الرد على المرتدين عن الإيمان. أما داود فكان على العكس متهافتاً على هذا المركز، أشعل نيران الحركة الانتخابية، ومن شدة الخلاف بقيّ الكرسي شاغراً تسعة عشرة عاماً ونصف عام، حتى تنيح أغلب أساقفة الكرازة ولم يبقَ سوى ثلاثة أساقفة فقط، أخيراً انتهت المعركة بانتخاب داود في يونيو 1235م، وكان عهده مشوباً بالأخطاء، جرّ على الكنيسة متاعب كثيرة، بالرغم مما اتسم به من علم ومعرفة، يشهد بذلك قوانين الكنيسة التي وضعها، وأيضاً مؤلفه كتاب الاعتراف، المعروف بكتاب المعلم والتلميذ، وإن كان الأنبا بولس قد ساعده في هذه الأعمال.
من أهم أعمال البابا كيرلس بن لقلق سيامته لأساقفة تعتز بهم الكنيسة، منهم الأنبا بولس البوشي، والأنبا خريستوذولس أسقف دمياط، والأنبا يؤانس أسقف سمنود، والأنبا يوساب أسقف فوة واضع تاريخ البطاركة. بقيّ الأنبا بولس الصديق الحميم للبابا، يسنده وسط متاعبه إذ كان يهدئ خواطر الثائرين من الشعب عليه كما كان يسدي بالنصح للبابا. وكان يهتم بتعليم الشعب، لكن بروح الاتضاع الحق، فيكسب الكثيرين لحساب مملكة الله. لما ساءت تصرفات البابا كيرلس بن لقلق انعقد مجمع وقرر الأساقفة أن يلازمه أسقفان أحدهما الأنبا بولس البوشي ليعاوناه في شئون البطريركية.
كتاباته
لازالت موجودة لكنها للأسف لم تطبع بعد سوى الميامر الخاصة بالأعياد السيدية، وهي:
1. “الأدلة العقلية التي توصل إلى معرفة الإله المتأنس”، يبحث في سرّ التجسد، موضحاً انه وإن كان سراً فائقاً للعقل لكنه يستطيع العقل أن يلمح قبساً منه من خلال التأمل والتفكير العميق والمنطق المسلسل. يوجد هذا المخطوط في مكتبة يودليان باكسفورد تحت رقم 38/5.
2. “العلوم الروحية”، توجد منه نسخة بدير السريان، نُسخت عام 1860م.
3. كتب تفسيرًا لسفر الرؤيا، توجد منه نسخة في المتحف القبطي تحت رقم 36 طقس.
4. كتب جدلية بين المسيحيين والمسلمين، كانت تُثار بروح المودة في حضرة الملك الكامل العادل بن أيوب (1218-1238م). 5. الميامر الخاصة بالأعياد السيدية، قام بنشرها القس منقريوس عوض الله.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت