بعد مرور سنة على هجرتهم لوطنهم، التقى مسيحيو العراق معاً، قادمين من شتى المناطق التي يقطنوها في الأردن، ليستذكروا لحظات خروجهم من بلداتهم، وقد تركوا خلفهم كل شيء، عدا إيمانهم، وليصلون إلى الآب القدوس بفرح نابع من رجائهم المسيحي.
صلاة مسكونية، أُحيت بتنظيم من جمعية الكاريتاس الأردنية، في ساحة كنيسة قلب مريم الطاهر في الفحيص مساء اليوم السبت، شارك فيها بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال، وبطريرك الكنيسة الكلدانية لويس روفائيل ساكو، وأمين مجلس أساقفة إيطاليا المطران نونسينو غالانتينو، ولفيف من الأساقفة وممثلي الكنائس المختلفة والإكليروس، وشخصيات حكومية ودبلوماسية وعامة، وحشد من أبناء الرعايا من مختلف مناطق المملكة.
بدأ توافد المصلين مساءً، حيث عرّفهم الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بلوحة المهجرين من العراق التي قدمها للبابا فرنسيس، ثٌم قدم المرنم حسام حداد تراتيلاً رنّمها والمؤمنين، كما تشاركت عائلة عراقية (أب وأبنته) مهجرة من بلدة قرقوش خبرتها خلال هذه الأزمة التي حدث في الموصل وقرى سهل نينوى.
[ads1]
بدأ البطريرك لويس ساكو الصلاة الليتورجية، بعدها تلى المطران غالانتينو نص رسالة البابا فرنسيس إلى المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، بمناسبة مرور عام على استضافة العراقيين المسيحيين المهجّرين ثم رحب البطريرك فؤاد الطول بكافة الحضور والمشاركين شاكراً جميع من أعد لهذه الصلاة وعلى رأسهم الأب عماد علمات كاهن الرعية، وافراد الكاريتاس، ثم أُلقيت القراءات الكتابية.
وفي كلمته التي اعقبت قراءة الإنجيل، ألقى البطريرك ساكو كلمة استهلها بشكر الأردن ملكاً وحكومة وشعباً وكنيسةً على استضافة آلاف اللاجئين العراقيين وتقديم العون لهم، كما شكر المنظمات الإنسانية والكنسية، ومنها الكاريتاس، داعياً إياهم للاستمرار في الدعم المعنوي والمادي.
وتابع البطريرك الكلداني متحدثاً عن الوضع الراهن في العراق، وحالة الكنيسة والمسيحيين العراقيين منذ اجتياح تنظيم “داعش” للموصل ونواحيها لتخلوا، ولأول مرة، من سكانها الأصليين، وذّكر البطريرك ساكو خططاً تساعد لمكافحة الإرهاب لإنهاء مأساة مسيحي العراق وخطر زوالهم.
في نهاية الصلاة التي رفع المؤمنون من مختلف الكنائس طلباتهم خلالها، ألقى مطران السريان الكاثوليك في الأراضي المقدسة غريغوريوس ملكي كلمة وجه فيها للمؤمنين العراقيين الشكر على شهادتهم المسيحية طوال هذه الفترة، لافتاً إلى ما عانوه المسيحيين على مر الأزمنة، حيث أكد أن من خلال الإيمان الذي حافظوا عليه استطاع المسيحيون ان يتجاوزا محنهم دائماً.
فيما أكد المطران غالانتينو على قرب الكنيسة من مأساتهم ودعمها له بكافة الوسائل، لافتاً إلى أن سفارة الفاتيكان في الأردن، ومن خلال مجلس أساقفة إيطاليا وجمعية الكاريتاس، ستوفر تعليماً مجانياً لكافة أبناء المهجّرين خلال العام الدراسي المقبل، الأمر الذي وضح آلية عمله للحضور المدير العام للكاريتاس الأردنية السيد وائل سليمان.
ختاماً، ألقى السفير العراقي في المملكة كلمة بيّن فيها الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية إزاء التطورات التي تحل بالبلاد، فيما أهدت عائلة عراقية مسبحة الوردية للبابا فرنسيس سلمتها للمطران نونسينو غالانتينو، ثم منح الأساقفة بركتهم الختامية للحضور.
تقرير: ماثيو شمامي ، تصوير: أسامة طوباسي وأوس جلال