يقيم مسيحيون عراقيون اضطروا للنزوح من بيوتهم في الموصل العام الماضي -بعد أن استولى مقاتلي تنظيم داعش المتشدد عليها- في كنيسة بأربيل عاصمة اقليم كردستان.
وسيطر متشددو داعش على الموصل في يونيو حزيران العام الماضي وأعلنوا قيام دولة خلافة في المناطق التي استولوا عليها بالعراق وسوريا. وفر معظم السكان المسيحيين من مدينة الموصل الشمالية في العراق ولم يكد يبقى منهم أحد لينتهي وجودهم الذي استمر على مدى ما يقرب من 2000 عام وذلك بعد أن حدد لهم الإسلاميون المتشددون مهلة للخضوع للحكم الاسلامي أو الرحيل. ونزح كثيرون منهم لمدن عراقية أخرى بينما سافر آخرون لأوروبا.
[ads1]
ويقول الاب دوكلاس بازي إنه من غير المُرجح أن يعود أحد ممن فروا من الموصل لها. أضاف الأب بازي لتلفزيون رويترز “أقول انه 50 بالمية راح يسافرون من هذا البلد. 30 بالمية راح يبقون بكردستان. 20 بالمية راح يبقون بين بين في حال رجعت قُرانا. لكنني متأكد انه ولا واحد راح يرجع إلى الموصل.”
واستولى متشددو داعش أيضا على بلدة قرقوش أكبر بلدة مسيحية في العراق إلى جانب عدد من البلدات المسيحية الأخرى قرب الموصل الأمر الذي أجبر كثير من سكان المنطقة على الفرار خوفا من أن يخيرهم المتشددون بين الدخول في الاسلام أو الرحيل كما فعلوا في الموصل.
ومن بين من سافروا الى بلدة قرقوش كانت نازحة مسيحية في كردستان حاليا تدعى لويس دخنا لكن اقامتها في قرقوش لم تدم أكثر من شهر حيث فرت مجددا من العنف هناك لمدينة أخرى. وتعيش لويس دخنا حاليا في كنيسة مع مسيحيين آخرين يعانون جميعا من ظروف معيشية صعبة وعدم توفر وظائف ولا تعليم.
[ads1]
وقالت لويز دخنا لتلفزيون رويترز “تهجرت على قرقوش مابقيت شهر بيها وجيت على عين كاوا. مأساة كانت. ماكو خيام. حارة جينا هنا عشنا. الحمد لله احنا عايشين بكنيسة والحمد لله والشكر لله. لكن عيشة صعبة هنا. عيشة صعبة مو بالنسبة للكبار بالنسبة للأطفال. بالنسبة لشبانا مستقبل ماكو دراسة ماكو. يعني ابني مخلص هسة (الآن) سادسة أدبي ماكو جامعة. بنتي ممرضة ماكو دوام ماكو رواتب. يعني طبعا احنا لو تيجينا أقرب فرصة نهاجر نهاجر.”
ويقيم كثير من النازحين المسيحيين في مخيم للنازحين في اربيل بكردستان. ومن بينهم نازح من الموصل يدعى جورج ويليام.
وقال جورج ويليام لتلفزيون رويترز “يعني خمس عوائل. بعت كل ما أملك من سيارات وما كان عندي ومن نقود واعطيته لهم وطلعوا الى لبنان في امل انه يطلعون خارج العراق. لكن مع الاسف انه صادفتهم كارثة انباكت (سُرقت) الدولارات مالتهم (الخاصة بهم) والذهب مالهم وبقوا بدون مادة. فبقوا قاعدين بلبنان عسى ولعل انه تصير عندهم فرصة ويطلعون.”
وتقع الموصل على الناحية الأخرى من نهر دجلة في مواجهة مدينة نينوى القديمة في قلب بلاد الرافدين. وقد ازدهرت في وقت كانت فيه المنطقة التي أصبحت العراق في العصر الحديث تعتبر “مهدا للحضارة” وعلى مدى قرون أظهر سكانها أهمية العراق كمفترق طرق للتجارة والثقافة.
رويترز ـ عنكاوا