أطلقت البطريركية الكلدانية نداءً عبر موقعها الإلكتروني من أجل مصالحة وطنية حقيقية في العراق، مشيرة إلى أن هذا النداء يتزامن مع مرور عام “على تهجير المسيحيين واليزيدين الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية ونفسية واجتماعية صعبة في المخيمات، وأرضهم مغتصبة وتراثهم مهدد بالانقراض، إلى جانب وجود آلاف القتلى المسلمين وثلاثة ملايين لاجىء وبنى تحتية شبه محطمة”.
وقال بيان البطريركية الكلدانية إن “الجماعات المتطرفة تلبس عباءة الدين وتستخدم القتال لبسط سيطرتها وفكرها، تشكلُ خطراً على الجميع، لذا ينبغي للسياسيين في الحكومة والبرلمان الذين أقسموا على الولاء للوطن، أن يفتحوا حواراً عميقاً بينهم ويقوموا بمبادرات مصالحة وبناء الثقة وعلاقات تعاون من أجل السلام وحل النزاعات قبل أن يتدهور الوضع أكثر وينتهي التنوع الاجتماعي في العراق”.
وأضاف إلى أنه نتيجة “للأوضاع المأسوية والصراعات محتدمة، ينبغي أن يوحدّ الخطر وتداعياتُه أبناء الوطن الواحد، لذا تبقى المصالحة الوطنية أساس إنهاء الصراعات، وإعادة اللحمة الى النسيج الوطني. هذه المصالحة تقوم بالمصارحة وإعادة النظر في المسيرة، وتبدأ من الذات”.
وتابعت البطريركية الكلدانية إن “المصالحة مع أنفسنا يعني اعتبار الآخر أخاً وشريكاً وليس خصماً، والسعي لبناء علاقة حقيقية معه بالاعتراف به، وقبوله من دون السعي لامتلاكه أو إلغائه. وهنا لا بدّ أن نفكر جدياً كيف نفتح الطرق المسدودة ونرفع الحواجز النفسية، وننظر إلى بعضنا البعض كأشخاص أحرار ومسؤولين فنحترم التنوع والاختلافات في الرأي وبذلك نغدو اقوى من الانقسام”.
وخلص النداء إلى القول بأن “المصالحة الوطنية والسياسية خيار جوهري يتطلب إعادة النظر في المؤسسات القائمة ومدى ملاءمتها لزماننا، والنهوض بالاقتصاد العراقي وتنميته”، كما يتطلب إنشاء “مناهج جديدة للتعليم وإعلام بنّاء، وخطاب ديني يدافع عن حقوق الناس”، إضافة إلى “إصدار قانون يقضي بتجريم ومعاقبة من يقوم بنشاطات مرتبطة بإزدراء الأديان ومقدساتها، وأشكال التمييز، وبث الكراهية والفرقة، عبر مختلف وسائل التعبير”.
أبونا