يواجه المسيحيون الذين يعيشون في الشرق الأوسط وضعاً مأساوياً جداً حيث لم يُلاحظ وضع مزري مماثلاً له خلال أكثر من ألف عام. ومن خلال دراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث Pew Research Center و”تقارير المسيحية اليوم، لوحظ أن تعداد المسيحيين حالياً في الشرق الأوسط قد تناقص بشكل كبير من نسبة 14% الى نسبة 4% من المجموع السكاني للمنطقة.
يُلقى اللوم الكبير للوضع الخطر الذي يُقلق المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط الى ظهور وصعود جماعة الدولة الإسلامية الإرهابية (داعش)، إذ يُعّد المسيحيين في منظور هذه الجماعة على أنهم العدو اللدود. وغالباً ما تُشير دعايات داعش الى البلدان ذات الغالبية المسيحية “بالجيوش الصليبية”.
نشرت صحيفة نيويورك تايمس في الأسبوع الماضي تقريراً رئيسياً يُسلط الضوء على اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط، إذ ذكرت الصحيفة في التقرير أن تعداد المسيحيين العراقيين المتبقي حالياً في العراق هو ثلث ما كان عليه التعداد السكاني القوي للمسيحيين والبالغ 1.5 مليون مسيحي عراقي في عام 2003، إضافة الى هروب ما يُقارب من 200 ألف مسيحي سوري من مواطنهم.
وتقول عضو الكونكرس الأميريكي من الحزب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، آنا إيشو، لصحيفة التايمس بأن المسيحية في الشرق الأوسط مهددة في وجودها.
كذلك نشرت صحيفة الكارديان يوم الأثنين الماضي قصة حول الموضوع نفسه ركزت فيها على محنة المسيحيين في جميع أنحاء العالم. وأبرزت الصحيفة البريطانية الدراسة التي قامت بها مؤسسة بيو للأبحاث حول الإضطهاد الذي يواجهه المسيحيين في 102 دولة في العالم.
وأشار تقرير عام 2014 الى أنَّ ما زاد الطين بلة هو التدهور الكبير الحاصل لأوضاع المسيحيين في 55 بلداً، في الأقل.
إضافة الى ذلك، حددت “لجنة الحرية الدينية الدولية للولايات المتحدة” – وهي هيئة استشارية تُقدم المشورة لحكومة الولايات المتحدة حول الحريات الدينية في مختلف دول العالم – حددت 8 دول، 7 منها بلدان إسلامية ذات تعداد سكاني عالٍ، لتُضيفها الى القائمة المتزايدة من الدول التي تُثير قلقاً خاصاً للعالم.
وقدمت “لجنة الحرية الدينية الدولية للولايات المتحدة” النصح للحكومة الأميريكية الذي نصَّ على أنه من أجل محاربة الإضطهاد الديني، يجب بذل المزيد من الجهد لهزيمة الجماعات الجهادية، مثل داعش والقاعدة.
وقال أحد الخبراء في “لجنة الحرية الدينية الدولية للولايات المتحدة” أنه في القرن الحادي والعشرين ” تُعّد تصرفات الجهات الفاعلة غير الحكومية في الدول الفاشلة (ذات الحكومات الضعيفة جداً) أو الدول الساقطة هي التحدي الرئيسي لحرية الدين أو المُعتقد.
عنكاوا كوم /breitbart.com – جوردن سكاشتل – ترجمة رشوان عصام الدقاق