كنت قد كتبتُ بعض أفكار “شخصية” عن إمكانية قيام وحدة كنيسة المشرق، وكان لها صدى إيجابيا وسلبيا لدى بعض المهتمين من الاكليروس والمؤمنين بالشأن الكنسي والقومي.
الدعوة الى الوحدة هي مطلب يسوع المسيح قبل ان تكون دعوتي، وهي اليوم ضرورة مصيرية بسبب التحديات الكبيرة التي نواجهها في الوطن والمهجر. على من هم في المهجر ان يتسألوا عن أي مستقبل لنا؟
المخاوف التي أودها البعض غير مبررة ابدا، خصوصًا إذا انطلقنا من كوننا مؤمنين بالمسيح ورسالته. أذكر على سبيل المثال:
– زواج الكهنة، ففي الكنيسة الكلدانية يوجد كهنة متزوجون وغير متزوجين وهو ليس عائقًا.
– وجود الراهبات في الكنيسة الكلدانية ليس عقبة، بل غنى. كانت الراهبات ” بنات العهد” موجودات في كنيسة المشرق قبل مجيء العرب المسلمين كهند الكبرى والصغرى وشيرين مرشدة الاسقف سهدونا الروحاني الذائع الصيت، انتهت بقدوم العرب لأسباب امنية؟
– لا يوجد ابتلاع. فكلنا منشقون في الواقع، كنيسة المشرق اليوم غير كنيسة المشرق قبل القرن الخامس، واليوم هي منشطرة حتى الى كنائس غير رسولية كالكنائس الانجيلية. الوحدة غنى وقوة. فالكنيسة الكلدانية بمؤسساتها الثقافية وامكانياتها الفكرية والتنظيمية والمادية دعم كبير.
– الوحدة القومية سوف تأتي لا محالة، لكن الى ان تحصل يمكن الاحتفاظ بالاسمين: الكلدان والاشوريون أو الكلدو اشوريون؟ في الكنيسة يوجد شعوب واقوام متعددة.
– تأسيس رابطة كلدانية ليس عائقاً كما تصور البعض، بل قوة. فهذه المؤسسة العالمية تدعم الوحدة ولا تقف مانعًا امام تحقيقها. ووجود مكتب لها في مقر البطريركية الصيفي بأربيل أو في المطرانيات الى ان تقف على رجليها لا يعني تسيسها من قبل البطريركية.
– الوحدة الايمانية قائمة. لكن ما ليس قائما هو الوحدة الكنسية ” المؤسسة” والشركة وهذه هي العقبة. ولا أفهم لماذا توجد لجنة حوار بين كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الكاثوليكية ان لم تهدف في النهاية الى الوحدة؟
– العقبة الكبيرة هي الإدارة. واعتقد ان التوصل الى إدارة ذاتيّة تحترم حقوق البطريرك والسينودس، ممكنة مع البابا فرنسيس.
– ما نحتاجه هو القناعة والجرأة في اتخاذ القرار وأعداد مؤمنينا لهذه الوحدة التي عليها يتوقف جانب كبير من مستقبل كنائسنا.
البطريرك مار لويس ساكو