يتعرض مسيحيو بغداد الى حملة منظمة من جهات سياسية ومجاميع مسلحة، بحسب نواب مسيحيين، بهدف الاستيلاء على منازلهم في العاصمة، عبر تزوير اصول العقارات وتهديد شاغليها واجبارهم على تركها بالاتفاق مع بعض اصحاب مكاتب العقارات. وتكررت حالات “سرقة عقارات المسيحيين” عشرات المرات ومعظمها في جانب الرصافة من بغداد، فيما طالب نواب مسيحيون الحكومة باتخاذ اجراءات مشددة لمواجهة هذه الحالات عبر اشتراط موافقة الوقف المسيحي قبل الشروع بنقل الملكية.
وكشف النواب المسيحيون عن وصول تهديدات لمسيحيين قرروا اللجوء الى المحاكم لإعادة منازلهم المسلوبة، مرجحين ان تكون تلك العمليات تجري تحت غطاء الانتماء الى الفصائل المسلحة، ما قد يسيء الى سمعة “الحشد الشعبي”. وبالتزامن مع تلك الحوادث، تحدث النواب المسيحيون عن ازدياد حالات الخطف والابتزاز التي تطول ابناء جلدتهم في بغداد، وعدّوه مؤشراً سيئاً للأوضاع الامنية في العاصمة، لاسيما وان مئات العوائل النازحة من الموصل لجأت الى العاصمة.
بالمقابل اكدت لجنة النزاهة البرلمانية انها تلقت عشرات الشكاوى من مسيحيي بغداد عن عمليات تزوير والاستيلاء على املاكهم وعقاراتهم، بطرق غير شرعية. وطالبت من وزارة العدل بإلغاء الوكالات في عمليات بيع وشراء العقارات، وسرعة ارشفة سجلات التسجيل العقاري الكترونياً.
الاستيلاء على منازل المهاجرين
وكان عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي قال في وقت سابق، إن 70% من بيوت المسيحيين المهاجرين من بغداد تم الاستيلاء عليها من قبل جهات متنفذة، مبيناً، أن أغلب المسيحيين المتضررين هم من محلات (906) و(904) و(902) في حي الوحدة بمنطقة شارع الصناعة في بغداد. وبيّن أن “هناك دوراً اغتصبت في بغداد وهي تعود لمسيحيين في خارج العراق سافروا بسبب الوضع الامني”، مشيراً إلى أن “متنفذين قاموا بتزوير ملفات هذه الدور في دوائر التسجيل العقاري (الطابو)”.
الى ذلك قال النائب المسيحي عماد يوخنا ان “مسيحيين في بغداد تعرضوا الى تهديدات لإجبارهم على ترك منازلهم واللجوء الى كردستان وخارج العراق، ثم يتفاجأون بأن منازلهم سكنت من اشخاص آخرين”. وأضاف يوخنا، في اتصال مع “المدى” انه “في العادة جيران المسيحيين من يخبرهم بوجود اشخاص غرباء في منزلهم وحين يعود صاحب الدار الأصلي الى بغداد لاستطلاع الامر يكتشف ان ملكية المنزل تحولت باسم شخص آخر”.
تهديدات بالقتل
ويرجح يوخنا ان تلك الحالات لا تجري من قبل اشخاص اعتياديين، ويقول “بالتأكيد هي ميليشيات أو اشخاص مرتبطين بهم وبأحزاب سياسية، وربما يستخدمون سيارات وهويات تعريفية تخص تلك الجهات لتسهيل عملهم”. وتابع النائب المسيحي “حاول بعض المسيحيين اللجوء الى المحاكم لإعادة الامور الى نصابها لكنهم تعرضوا الى تهديد، وبعض من المحامين الموكلين بهذه المواضيع تلقوا اتصالات تتوعدهم بالقتل في حال الاستمرار برفع الدعوى”.
ويقدر يوخنا تلك الحالات بنحو “60 حالة” حدث معظمها في مناطق شارع الصناعة، منطقة 52، بغداد الجديدة وتل محمد، لافتاً الى ان “تلك الجرائم سوف تسيء الى سمعة الحشد الشعبي والحكومة، حيث يدعي مرتكبوها تبعيتهم الى تلك الجهات”. وطالب النائب الحكومة بإيقاف عمليات بيع عقارات المسيحيين، ووضع ضوابط جديدة مثل الحصول على ورقة من الوقف المسيحي قبل المباشرة بمعاملة البيع.
ويتعرض المسيحيون في بغداد الى حالات اختطاف وابتزاز، حيث خطف 4 اشخاص خلال الايام القليلة الماضية، وتمكنت القوات الامنية من تحرير بعضهم، وآخرون تم أخذ فدية مقابل اطلاقهم. ويؤكد يوخنا ان “المختطفين شخصيات بسيطة ولايملكون اموالاً كثيرة”. ويعد النائب المسيحي تلك الحالات بأنها تسيء الى أمن العاصمة، وتسبب الرعب لنحو مئات الأسر المسيحية التي نزحت من الموصل الى بغداد وهم يقيمون داخل بعض كنائس العاصمة.
وكان المسيحيون وكنائسهم عرضة لهجمات متشددين على مدى السنوات التي اعقبت سقوط النظام العراقي السابق في 2003، ماتسبب بهجرة العديد منهم.
أرقام مبالغ بها!
الى ذلك يقلل رئيس كتلة الرافدين المسيحية النائب يونادم كنا من عدد الحالات التي جرت بخصوص الاستيلاء على منازل للمسيحيين، ويقول ان “هناك بعض المبالغات” على الرغم انه لايملك رقماً دقيقاً للحالات المسجلة. واضاف كنا، في تصريح لـ”المدى”، ان “مافيات تتستر بالأحزاب وبعض التيارات السياسية بالتواطؤ مع اصحاب العقارات استولت على عدد من دور المسيحيين في بغداد بجانب الرصافة”.
واشار رئيس كتلة الرافدين البرلمانية الى ان “تلك الجهات تزور بصورة سريعة قد لا تتعدى الشهر الواحد حتى تحول ملكية الدور أو حتى الاراضي التابعة لمسيحيين الى اشخاص آخرين”. وتابع كنا “الآن يطلب من صاحب الدار المسيحي اللجوء الى المحكمة وهذا أمر طريقه طويل جداً”.
تزوير وكالات البيع
في السياق ذاته شكلت لجنة النزاهة النيابية لجنة مصغرة لمتابعة التزوير في دوائر التسجيل العقاري.
وقال عضو اللجنة طه الدفاعي، في اتصال مع “المدى”، ان لجنته “تسلمت عشرات الشكاوى من مسيحيين وغير مسيحيين في بغداد تفاجأوا بنقل ملكية عقاراتهم من دون علمهم”. واشار الى ان “تلك الحالات جرت بسبب البيع عن طريق الوكالات”، مطالباً الحكومة “بإيقاف البيع إلا بحضور صاحب العقار الاصلي، وبالنسبة للمقيمين خارج العراق فيمكنهم الحضور امام السفارات العراقية هناك، لتجنب حالات التزوير”. كما دعا وزارة العدل الى “الاسراع في ارشفة سجلات الدوائر العراقية الكترونياً لمنع التلاعب بها في المستقبل”.
بغداد – المدى برس
يا حرام نحن المسيحيين ويش يصير فينا من الاوغاد. الله يسامحهم.هيك ديني علمني