أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال مشاركته في إفتتاح «مؤتمر إبادة السريان» في الكسليك أن «هذا الإحتفال بذكرى إبادة السريان ليس من أجل الحقد والثأر وإنما هو دعوة للأسرة الدولية الى الاعتراف الرسمي بالإبادة لكي لا تسمح بعد اليوم بارتكاب مثيلات لها»، معتبراً انه «طالما لم يتم الإقرار الرسمي بالإبادة التي شملت الأرمن والسريان والأشوريين والكلدان واليونانيين في سنة 1915، يضاف إليها الذين استشهدوا في لبنان في المجاعة الكبرى والذين عُلقوا على المشانق والذين قتلوا بحد السيف والخنجر، أو بالجوع، يبقى الباب مشرعاً أمام المجازر والإبادات المماثلة، كما نشهد اليوم في بلدان الشَّرق الأوسط، حيث التنظيمات الأصولية – الإرهابية تقتل وتهدم وتهجر، وكأنها وسيلة في يد الدول الكبرى، مدعومة منها بالمال والسلاح، من أجل مآرب سياسية واقتصادية واستراتيجية».
ولفت الراعي الى ان «أولى اهتماماتنا تنصب على مساعدة شعبنا على البقاء في أرضه، والحفاظ عليها. فالأنظمة تتغير، والدول تتبدل، لكن الأرض تبقى».
ولفت السفير البابوي غابرييل كاتشا الى ان «الإضطهادات الوحشية واللاإنسانية وغير المبررة لا تزال مستمرة في أكثر من مكان في العالم، وغالباً ما تتم وسط سكوت تام وعلى مرأى من الجميع».
ثم وجّه بطريرك الارثوذكس يوحنا يازجي كلمة أعلن فيها أن «أبخس الأثمان في لعبة الأمم هي الدماء البريئة وحقوق الإنسان» موضحاً: «نحن هنا لنقول للدنيا ان المسيحيين معجونون بتراب هذا المشرق، والاقمار الاصطناعية بإمكانها سبر أعماق المريخ ولكنها تطبق باصريها عندما يتعلق الامر بمطراني حلب». مؤكداً ان «حماية المسيحيين بإحلال السلام في ربوعهم وليس بإرسال الاسلحة او الطائرات وبإسكات نار الحروب وليس بإرسال بوارج للسفر او القتال».
وخلال رعايته افتتاح المنتدى العالمي للشبيبة المارونية، توجه الراعي إلى الشبيبة قائلا: «مجيئكم إلى هنا له قيمة كبيرة جداً، لأنكم تعودون إلى الوطن الأساسي والروحي، ووصيتي حافظوا على قيد نفوسكم في السجلات اللبنانية».
وقال: «نرفع صلواتنا هذه الأيام كي يمس الله ضمائر أمراء الحروب في سورية والعراق واليمن وفلسطين ومصر وليبيا». وقال: «لا يمكن أن نتصور ونتخيل ونقبل شرق أوسط من دون المسيحيين».
وخلال جولته الراعوية في ساحل صربا، قال الراعي: «نمر بالصعوبات ولكن لا ننسى أننا متأصلون. أمام العاصفة سنصمد بوحدتنا وتضامننا وتكاتفنا. وعلينا مسؤولية كشعب، وعلى المسؤولين السياسيين أن يدركوا قيمة لبنان ودوره ويتعالوا عن مصالحهم ومواقفهم المتحجرة ويخلصوا للبنان والوطن».
وأكد أنه «لا يمكن كل فريق أن يتشبث بمواقفه، ولا أحد يملك الحقيقة كاملة، فلنبحث عن الحقيقة التي تجمع». وأسف «لأن هناك تلاعباً بمصير لبنان على المستوى السياسي، لأنه لا يمكن الاستمرار بإقفال القصر الجمهوري، أي ببتر رأس البلد. ما من أحد يعيش من دون رأس».
الحياة