قدّم البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، مقترحاته الشخصية من أجل تحقيق مشروع وحدة بين ثلاث كنائس، هي الكلدانية، والمشرق الأشورية والشرقية القديمة، تحت مسمى “كنيسة المشرق”، وذلك خلال مقال له نشر على الموقع الإلكتروني للبطريركية الكلدانية.
واقترح البطريرك ساكو “اعتماد تسمية كنسية واحدة”، هي “كنيسة المشرق، كما كانت طوال قرون عديدة”، بديلاً عن “التسميات الفئوية”، خاصة أنه “لا يوجد فرق في العقيدة، وإنما بالتعبير اللفظي”. وشدد أن “شركة الإيمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة”، مشيراً أن “التفكير بفك ارتباط كنيسة المشرق مع كرسي روما خسارة كبيرة وضعف”.
كما أكد على أن “الوحدة هي وصية المسيح ومطلب المسيحيين الذين يواجهون تحديات كبيرة تهدد وجودهم”، لافتاً أن “الوحدة لا تعني ذوبان الهوية الكنسية الخاصة في نمط واحد، بل المحافظة على الوحدة في التعددية، والبقاء كنيسة واحدة جامعة رسولية، كنيسة مشرقية تحافظ على خصوصية الإدارة والقوانين والطقوس والتقاليد”.
وأضاف البطريرك الكلداني “بعد الحوار والمداولة بين الفروع الثلاثة وقبول هذه الشركة مع روما: يقوم البطريركان الحاليان: مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ومار اداي الثاني، بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة بتقديم استقالتهما ومن دون شروط إلا الوحدة”، من بعدها “يلتئم أساقفة الكنائس الثلاث لاختيار بطريرك جديد”.
وتابع في مقاله “يعتمد البطريرك المنتخب معاونين من كل فرع مما يعزز اللحمة”، كما “يصار إلى إعداد سينودس عام يشترك فيه المؤمنون لوضع خارطة طريق جديدة لكنيسة المشرق الواحدة”، فيما “تترك التسمية القومية للعلمانيين، لأن الكنيسة مفتوحة أمام الجميع”.
“انشطار” كنيسة المشرق
عام 1964، أجرى البطريرك إيشاي شمعون، كاثوليكوس كنيسة المشرق، عدة تغييرات في الكنيسة من ضمنها استخدام التقويم الغريغوري وبعض التعديلات في الطقس والصوم. وقد اعتبرت هذه التغييرات خروجاً عن تراث الكنيسة وتقليدها، سرعان ما أدت إلى إنشطار كنيسة المشرق، وانتخاب توما درمو (+1969) بطريركاً على كنيسة المشرق القديمة. انتخب من بعده البطريرك أدي الثاني عام 1970، وما يزال.
بعد اغتيال البطريرك شمعون، انتخب دنخا الرابع بطريركاً على كنيسة المشرق، عام 1976، وهو أول بطريرك خارج العائلة الشمعونية بعد إلغاء نظام الوراثة المتبع في الكنيسة منذ عدة قرون. وكان أول قرارته إضافة الطابع القومي إلى اسم الكنيسة، لتصبح “كنيسة المشرق الأشورية”.
في تشرين الثاني 1994، التقى البابا يوحنا بولس الثاني بالبطريرك دنخا الرابع، في الفاتيكان، ووقعا بياناً مشتركاً أكد على الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية. تلاه لقاءات مع البابا بندكتس السادس عشر عام 2005، والبابا فرنسيس عام 2014، تم التأكيد فيها على القواسم المشتركة بين الكنيستين، وتعزيز العلاقات بين المسيحيين، وبنوع خاص بين الكاثوليك وكنيسة المشرق الأشورية.
بعد وفاة البطريرك دنخا الرابع، في آذار الماضي، دعي المجلس المقدس لانتخاب بطريركاً جديداً للكنيسة، وقد التئم في المقر الأسقفي في مدينة دهوك، حزيران الحالي، لكنه لم ينتخب بطريركاً جديداً وذلك لإفساح المجال أمام مباحثات الوحدة بين كنيستي المشرق الأشورية والقديمة، كما جاء في البيان الختامي، على أن يتم تأجيل انتخاب البطريرك الجديد إلى 16 أيلول المقبل.
أبونا