ممكن أن يعتبر الشاعر الراحل (دنخا ايشو وردة) أول عراقي مات ولم يحصل على إذن الإقامة الدائمية! أول آشوري مسيحي ودع الإقامة الدائمية أو المؤقتة ونام على رجاء القيامة. هل يعقل ما جرى بحق شاعر أعطى للقراء أجمل ما ملكت قريحته ودون أن يبخل عليهم على الرغم من الألم الناجم عن الشعور بالغبن من جراء عدم حصوله على أذن الإقامة على أراضي مملكة السويد. كيف لا وهو يعلم علم اليقين بأنه لجأ إلى دولة تحترم حقوق الإنسان وتحتضن الطفل وتحرص على حقوق المرأة وترعى كبار السن.
لا أحد من المقيمين أو المتجنسين يقدر أن ينكر فضل وحسن معاملة وعدالة مساواته مع أبناء المملكة. بل ترى كل المقيمين والمتجنسين مساوين في الواجبات والحقوق مع المواطن السويدي. ومملكة السويد في مقدمة الدول الأوربية التي لها باع طويل في إحترام حقوق الإنسان وحماية اللاجئين وهذا مشهود لها وملموس ولا يمكن نكرانه. كيف لا والسويد ضمن دول أوربا، التي على أيديكم كانت الباكورة الأولى في سن لوائح حقوق الإنسان، ولازلتم الأرضية الخصبة لكل الحقوق الإنسانية، ومشهود لكم حرصكم على تطبيق القوانين محترمين بذلك كرامة الإنسان على أراضيكم. من ينسى رئيس الوزراء (أولف بالما) طيب الذكر في تغييره للقوانين وفي مساعيه للسلام سني الثمانينات من القرن الماضي؟ أم ننسى (نوبل) وجوائزه في السلام؟ هلم يا كل المشرعين أغرفوا من نبع الإنسانية، التي مصدرها العلية، المحبة الفائقة الحدود، الرب يسوع المسيح”له كل المجد” رب السلام. عد أيها الموظف في دائرة الهجرة في دول أوربا وأمنح الإقامة لمسيحيي العراق أبناء وأحفاد الرافدين، الورثة الشرعيين للوائح شريعة حمورابي. اذا لماذا كل هذا التغيير في معاملة إخوتنا مسيحيي العراق الهاربين من أتون النار، طلبا للجوء على أراضي المملكة؟ هل تم تعديل القانون الذي صدر من أجل حماية حقوقه وحياته وحتى أفراد عائلته؟ هل تم تذييل القانون بمادة فيها يستثنى المسيحي العراقي من أذن الأقامة؟ هل تم دوليا حرمانه من حقوقه؟ أننا ننذهل وتأخذنا الدهشة عندما نسمع بقرار رفض واحد تم إصداره ضد لاجئ مسيحي عراقي ؟ هل المعيار تغير؟ هل بدت علامات إنفراج الأمان لشعبنا في العراق؟ هل أعلن المسلحون الذين إقتحموا كنيسة سيدة النجاة، بأنه آخر هجوم لهم؟ اذا لم تكن الحالة كهذه، اذا ما هو السبب في حرمان الـ( دنخا ايشو وردة ) من أذن الإقامة؟ لقد بكى هذا الشاعر بعيون أشعاره قصائدا من دموع على من ذهب من أبناء قوميته في (مذبحة سُميل)؟ وهو يشاهد بأم عيونه ما جرى في كنيسة سيدة النجاة. ولو كنت يا عزيزي الموظف المسؤول عن إضبارة الشاعر، قد أوصيت المترجم ليترجم قصيدته بخصوص (سُميل)، لكنت قد منحته وساما وأذن إقامة.
أنا أدعو كل مشرع في كل دول أوربا، أن يخرج بإستثناء على القانون، ويمنح الإقامة الدائمية للمتوفى الذي ترك عائلة، تقديرا لطول إنتظاره ومجازاة على صبره وإحتضانا لأفراد عائلته بعد وفاته، وإيقافا لتركة الضرر التي قد تكون من نصيب ورثته من بعده دون وصية منه. لطفا تفضل عزيزي الموظف المسؤول عن إضبارة اللاجئ المسيحي العراقي، وأقرأ تأريخنا لتعرف مآساتنا، وكذلك أنت أيها المعني في دول أوربا بحقوق اللاجئ تفضل وأجلس لدقائق قبالة فضائية ما وشاهد الأخبار المحزنة والمؤلمة بحق مسيحيي العراق:
§ الكشف عن سيارة مفخخة أمام باب دار.
§ مجموعة مسلحة إقتحمت كنيسة.
§ شلة ضالة خطفت العم…….
§ مجموعة مسلحة إقتحمت روضة أطفال الـ..
§ تم الكشف عن عبوة لاصقة بسيارة نقل مواد بطاقة التموين.
§ خبر عاجل: جائنا توا أن مجموعة مسلحة قد إقتحمت كنيسة سيدة النجاة في بغداد العاصمة.
§ خبر عاجل: علمت فضائيتنا بأن عدد المصلين المسيحيين الرهائن في داخل حرمة الكنيسة يتجاوز عددهم الـ100 مصلي بين طفل ورجل وإمرأة وشيخ وعجوز.
§ خبر عاجل: تجاوز عدد الشهداء…….
عندئذ ستعود لتراجع كل ملفات مسيحيي العراق وكل ملفات إخوتنا العراقيين. وتتذكر بأن كل كنائسنا في مملكة السويد، تصلي إلى الرب يسوع المسيح”له كل المجد” أن يحفظ المملكة وشعبها ويعطي الحكمة لحكومتها. ويا دائرة الهجرة أنظري بعين العطف والرأفة والحنان، وتراجعي عن قرارات الرفض أو الطرد، بإيقاف التنفيذ، وهذا مبدأ قانوني معمول به من حول العالم. ويا رب حنن قلوب القائمين على دوائر الهجرة في دول أوربا لكي يفتحوا أبواب أراضيهم أمام مَن لجأ إليهم من إخوتنا.
تذكروا أصوات كل الكهنة والقساوسة والشمامسة والمصلين والمصليات والأطفال، في كنيسة سيدة النجاة، ليتواصل الترنيم عابرا كل المسافات والبحار وليتحد عبر أصوات جند السماء مع أهلهم وأقربائهم الذين لجئوا إلى مملكة السويد، وهم يرنمون:
§ يا رب أحفظ العراق وشعبه. يا رب بارك مملكة السويد وشعبها.
بقلم: المحامي والقاص
مارتن كورش