في حين صُور البابا في الماضي كبطل خارق أو مؤيد للسلام، كانت له صور مختلفة تماماً في نهاية الأسبوع الفائت إذ استفاقت مدينة روما السبت لترى جدران وسطها مغطاة بحوالي 200 ملصق معارض للبابا فرنسيس.رغم ذلك، قيل إن البابا لم يُبدِ أي انزعاج بعد أن علم بأمر المصلقات، ولم يعر الحادثة اهتماماً كبيراً.فقد نقلت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” أن البابا فرنسيس تلقى نبأ الملصقات بـ “هدوء ولامبالاة”.كُتب على الملصقات التي صُور عليها البابا فرنسيس بمظهر صارم: “آه يا فرنسيس، استوليتَ على الرهبنات، طردتَ كهنة، قوضتَ رهبنة مالطا وفرنسيسكان الطاهرة، وتجاهلتَ كرادلة… ولكن، أين رحمتكَ؟”
بعد وقت قصير، غطت علامات “ملصق فاسد” عدداً كبيراً من الملصقات التي أزيل معظمها قبل صباح الأحد، ولم يبقَ منها شيء نهار الاثنين. كُتبت الجملة القصيرة على الملصقات باللهجة الرومانية، ما يدل على أن الفاعل يتحدر من أقسام أكثر محافظة في الكنيسة تختلف مع البابا في قراراته وإصلاحه المستمر للكوريا. من خلال القول بأن البابا “قوّض رهبنة مالطا”، لفت الكاتب بوضوح إلى طلب البابا مؤخراً من ماثيو فيستينغ، المعلم الأكبر السابق للرهبنة الاستقالة لكي يُعاد ألبرخت فريهير فون بوسلاغر، المستشار الكبير المخلوع، إلى منصبه. ومن المرجح أن تكون كتابة السيطرة على الرهبنات وطرد الكهنة تشير إلى الادعاءات الأخيرة بأن فرنسيس طرد ثلاثة كهنة من رهبنة عقيدة الإيمان من دون إشعار أو سبب. حول تجاهل الكرادلة، كان المقصود رسالة كُتبت إلى البابا فرنسيس في سبتمبر لطلب توضيح عن خمس نقاط في “فرح الحب”. من ثم، نُشرت الرسالة في نوفمبر بعد عدم إجابة البابا عنها. وأما ما كُتب عن فرنسيسكان الطاهرة فيلمح إلى التعديلات التي أجراها فرنسيس على الرهبنة في بداية حبريته، عندما حظر استخدامها للقداس اللاتيني الذي كان معتمداً قبل المجمع الفاتيكاني الثاني.مع ذلك، في حين تبدو لامبالاة البابا بالملصقات مفاجئة للبعض، قال في حديث إلى صحيفة المستقبل الإيطالية في نوفمبر أنه لا “يهتم” بنقّاده، وسبق أن ذكر مراراً أن المقاومة جزء طبيعي من أي إصلاح.
وفي حديث مطوّل إلى أعضاء الكوريا الرومانية في 22 ديسمبر، لفت البابا إلى ثلاثة أنواع مختلفة من المقاومة، قائلاً أن الظاهرة “طبيعية وحتى صحية”.تحدث عن “المقاومة العلنية” التي غالباً ما تنشأ عن “النية الحسنة والحوار الصادق”، لكنه أشار أيضاً إلى وجود نوع من “المقاومة الخفية” الناجمة عن “قلوب خائفة أو مذعورة مكتفية بالبلاغة الفارغة لإصلاح روحي معتد بذاته”.هؤلاء هم الأشخاص الذين “يقولون شفهياً أنهم مستعدون للتغيير لكنهم يريدون أن يبقى كل شيء على حاله السابقة”.لكن البابا سلط الضوء أيضاً على نوع ثالث من المقاومة اعتبرها “مقاومة خبيثة غالباً ما تنمو في أذهان مضللة وتظهر عندما يُلهم الشيطان نوايا سيئة”.هذا النوع من المقاومة كثيراً ما “يكمن وراء كلمات تبرير للذات وفي أحيان كثيرة اتهام؛ يلجأ إلى التقاليد والمظاهر والشكليات والمألوف، أو وراء رغبة في جعل كل شيء شخصياً مع الفشل في التمييز بين الفعل والفاعل والنشاط”.بالتالي، فإن غياب ردود الفعل هو “علامة موت”، بحسب البابا. لذلك، “المقاومة الجيدة ضرورية وتستحق أن يتم الإصغاء إليها والترحيب بها وتشجيعها لكي تعبر عن ذاتها”.
aleteia.org