هناك تاريخان هامان تحتفل بهما الكنيسة كل عام يتعلقان بالصليب المقدّس. يقع الأول في الثالث عشر من أيلول وهو عيد تمجيد الصليب المقدّس، وهو ذكرى مجيء القديسة هيلانة الى القدس عام 326 م واكتشافها موقع الصلب وخشبة الصليب المقدس، وبدء بناء كنيسة القيامة الذي تمّ بعد وفاتها في 13 أيلول عام 328 م، وقد أرسل الملك قسطنطين أحد وزرائه للاحتفال بتدشين الكنيسة في القدس. وكان أسقف القدس الذي حضر مجمع نيقية عام 325 أول من لفت نظر الملك قسطنطين الى ضرورة إزالة معبد فينوس الذي بناه هدريان لتغطية مكان الصلب للبحث عن صليب السيد المسيح وقد اهتمت القديسة هيلانة بمتابعة ذلك كل الاهتمام ، وهكذا بنيت كنيسة الجلجلة وهي جزء من كنيسة القيامة حاليا، وفي مغارة فيها كنيسة صغيرة مع تمثال للقديسة هيلانة حيث وجد الصليب المقدس.(صورة مغارة القديسة هيلانة في كنيسة القيامة)
أما التاريخ الثاني الذي يحتفل به الجميع ويقع في الرابع عشر من أيلول فهو ذكرى اعادة ذخيرة خشب الصليب المقدّس الى مدينة القدس في 14 أيلول عام 628 م من قبل الامبراطور البيزنطي هرقل بعد انتصاره على الفرس الذين كانوا قد استولوا عليه ونقلوه الى “المدائن” مع البطريرك زكريا عند احتلالهم القدس عام 615 م. وكان الفرس يحترمون ذخيرة الصليب المقدّس ويقولون ان إله المسيحيين قد ذهب اليهم. ويذكر انه عندما حاول هرقل دخول القدس مع الصليب وهو لابس الأرجوان أحسّ كأن قوى تمنعه من الدخول، ولما خلع لباس الأرجوان استطاع أن يدخل تشبها بالسيد المسيح الذي دخل القدس يوم الشعانين بكل تواضع وهو راكب على جحش أتان. وهكذا أصبح الرابع عشر من أيلول عيد الصليب المقدّس.
إلاّ ان الكنيسة كانت قبل هذا التاريخ تكرّم صليب الرب وتسجد للفادي الالهي المعلّق عليه لأنه هو نفسه كان قد قال:”وأنا اذا ارتفعت عن الأرض جذبت اليّ الجميع (يوحنا 12:32)”. ان عيد الصليب هو في قلب المسيحي لأن الصليب بحسب أناشيد العيد:” حارس المسكونة كلها وبهاء الكنيسة وعزّة الملوك وسند المؤمنين ومجد الملائكة ونكبة الأبالسة”. ودرب الصليب والفداء هو الطريق الى مجد القيامة العظيمة.
من السنسكار (13 و14 أيلول)
الصورة : المغارة التي وجد فيها الصيب المقدس (تمثال القديسة هيلانة) في كنيسة القيامة
إعداد :المهندس عبد الله حجار