بمناسبة عيد هامتي الرسل بطرس وبولس 29 حزيران وعيد الاثني عشر رسولاً 30 حزيران
قراءة : مرقس 10 : 35 – 45
\” وتقدم إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا معلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا .فقال لهما ماذا تريدان أن أفعل لكما . فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك . فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان . أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟فقالا له نستطيع.فقال لهما يسوع أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان. وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم . ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .فدعاهم يسوع وقال لهم :أنتم تعلمون أن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودنهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم.فلا يكون هكذا فيكم.بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين . \”
ورد أسماء الرسل في العهد الجديد مرتين : الأولى في انجيل مرقس 3: 14 – 19 و الثانية في أعمال الرسل 1 : 13 , مع فرق بسيط حذف اسم يهوذا الاسخريوطي وضم اسم متياس . كما نجد صور الرسل في الأيقونات عن الصعود وحلول الروح القدس على التلاميذ مع اضافة صورة بولس الرسول بجانب بطرس.
اسماء الرسل :
1. سمعان بطرس وأخوه اندراوس
3. يعقوب ويوحنا ابنا زبدي
5. يعقوب وتداوس (يهوذا) ابنا حلفى
7 . برثلماوس
8. توما المتشكك
9. سمعان الغيور أو القانوني
10. فيلبس
11. متى العشار
12 . يهوذا الاسخريوطي الخائن← متياس ← بولس الرسول
سأتحدث عن 5 رسل فقط وتأثيرهم على حياتنا
بطرس واندراوس- يعقوب ويوحنا – بولس
لن أتكلم بكل تفاصيل حياتهم بل ببعض النقاط الرئيسية التي تهمنا كثيراً كسيدات أو كمشتركات ومسؤولات في لجان الكنيسة وفعالياتها .
نقرأ في الانجيل بحسب يوحنا 1: 42 كان أندراوس أحد تلامذة يوحنا المعمدان فلما دعاه الرب ترك كل شيء وتبعه ثم أشار إلى أخيه بطرس أنه قد وجد المسيا وأخذه إليه \” نظر يسوع إلى سمعان لأول مرة وقال أنت سمعان بن يونا . أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس \”.
من خلال القراءة في الإنجيل المقدس نجد ذكر بطرس أكثر من أندراوس ويأتي اسمه دائماً في مقدمة الأسماء \”يكون الآخرون أولين والأولون آخرين \”(متى 20: 16 )
كان إيمان بطرس كالصخر لا يتزعزع مع أنه تعثر عدة مرات \” أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي \” (متى 16: 18 ) فهو أول من اعترف بالايمان القويم عندما سأل الرب يسوع وأنتم من تقولون إني أنا؟ فبسرعة قال \”انت هو المسيح ابن الله الحي .\”
بطرس أول من وقف واعترف أمام الآلاف بقيامة السيد المسيح و حلول الروح القدس ….(أع 2: 14) وقد بنى كنائس كثيرة ,بدأ مع يعقوب ببناء كنيسة أورشليم وانتقل إلى أنطاكية وأوربا الجنوبية حتى وصل إلى روما وأسس كنيسة روما (الكرسي البطرسي) واستشهد هناك لأجل إيمانه على الصليب منكس الرأس.
أما أندراوس فلا نجده من المقربين لدى يسوع المسيح ( يوحنا، بطرس ويعقوب) إلا أن أندراوس أدّى رسالته بأكمل وجه ويقال أنه بشر في جنوب روسيا ثم انتقل إلى منطقة البحر الأسود واليونان وأوربا الشمالية واستقر في اسكتلندا وصلب فيها من قبل الحاكم الروماني بسبب اعتناق زوجته المسيحية ( صلب على صليب شكله X ) ونجد صورة بطرس وأندراوس معاً في أوربا فكلاهما بشّرا في أوروبا وقتلا على يد الرومان.
وفي مرقس 3 :17 يعقوب ويوحنا ابنا زبدي سماهما بابني الرعد. سماهما السيد المسيح كذلك لسوكهما الذي يدل على طبيعتهما النارية فقد طلبا مكاناً رفيعاً لكل منهما في مجد الرب ووافقا على شروط الرب أي على الشهادة . ويعقوب أول من استشهد في أورشليم بقطع الرأس عام44 .كان الأخوان يعقوب ويوحنا مع بطرس التلاميذ المقربين لدى يسوع المسيح.
أما يوحنا فقد اعتنى بأم الله وأسس كنائس كثيرة كما نقرأ في رؤيا يوحنا – انتقل إلى أفسس ولكنه لم ينس الكنائس التي أسسها فكان يرعاها كما نقرأ في رسائله 3 . وبعد أن شاخ كتب انجيله الروحاني السماوي اللاهوتي. وفي المنفى عاش وحيداً بعيداً عن الكنيسة إلا أنه كالنار والرعد كتب رؤيا يوحنا وهو يشجع ويعزي وينذر المسيحيين وغيرهم باليوم الأخير بالدينونة وبالسماء الجديدة، وتوفي بعيدا عن الكنيسة في جزيرة بطمس .
شاول الذي سمي فيما بعد بولس , سماه البعض بالفيلسوف والأديب والحكيم ومعلم الكتاب المقدس ….إلا أنه عاش محبة لله وعبر عنها في أنشودة المحبة (1كو 13) . ذكر بولس بنفسه أنه رسول , فقد دعاه الرب يسوع باسمه : شاول شاول لماذا تضطهدني ؟….يارب ماذا تريد أن أفعل ؟ وفي مكان آخر يقول أفرزت أن أبشر وأنا في بطن أمي لأجل الأمميين . وقد دافع عن تسميته بالرسول عدة مرات . وبمرور الوقت فإن محبته وطاعته لله وتواضعه جعلوه يقول أنا أصغر الرسل وأضعفهم وأنا عبد الرب .
عمل كثيراً ولم يأخذ المال من المؤمنين إذ كان يعمل خيّاماً. كتب أكثر من 14 رسالة، إلا أننا نجد فقط 14 رسالة في الكتاب المقدس، دافع عن إيمانه حتى الموت. استشهد بقطع رأسه في روما.
بولس الرسول كونه الرسول المتعلم والمثقف وضع بعض الأنظمة في الكنيسة : بعد ايمانه بالمسيح عاش وهو يصلي ويصغي للرب 14 سنة، وعندما بدأ بالتبشير بعد سنوات عمل أمراً هاما جداً ألا وهو: ذهب إلى أورشليم بموجب إعلان لينال الثقة هو وبرنابا ويُعطيا يمين الشركة من الرسل ( يعقوب أخو الرب بمثابة مطران اورشليم وبطرس – صفا – ويوحنا) أعمدة الكنيسة. والأمر الآخر أنه حدث اختلاف بين الختان وعدمه فطلب بولس عقد مجمع في أورشليم لإيجاد الحل المناسب . (أع 15 )
كيف تعيش الإنجيل المقدس؟
قد تدعا واحدة منا إلى الخدمة تشمشت diakonia قبل سيدة أخرى , إلى أن الأخرى هي التي تظهر هي التي تشتهر هي التي تُطلب في المركز الأول , نعم الدعوة واحدة إلا أن الفرز موضوع آخر . يقول بهذا الخصوص بولس الرسول أفرزت وأنا في بطن أمي , وهذا ما يحدث عند اختيار البطاركة أو الباباوات أو تسمية المطارنة . فبعد الصلاة بحرارة يُطلب من الروح القدس لإفراز الشخص الأصلح.
هل يكفي الفرز ؟ لا…. فالإنسان خُلق حراً والمسيح حررنا فما علينا إلا أن نتصرف كما دعانا الرب يسوع : \” من أراد أن يصير فيكم عظيماً فليكن لكم خادما \”ً فأعطى مثلاً عن نفسه : إن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم \” . طلب منا الطاعة حتى الموت , بطرس الرسول لبى دعوة الرب \” اتبعني \” وقد تبعه في الخدمة حتى الموت لأجل الشهادة، لأجل مجد الرب. وقد طلب منا الشهادة : \” قال ليعقوب ويوحنا أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها؟ (الشهادة والاستشهاد)
ذكر الرسول بولس عدة مرات : \” كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي ولكن لا يتسلط علي شيء. فرؤساء هذا العالم يتسلطون على الناس لبناء مجد لهم إلا أن المسيحي الحقيقي يعمل لمجد الله وإرضائه، يعمل بحرية وبتواضع، يعمل بمحبة، بلا كبرياء لأن هذا الفرز وهذه السلطة من الله.
كلنا مدعوون للخدمة وللشهادة والتبشير، كلنا أوصانا المسيح أن نحب الرب من كل فكرنا وقلبنا وعقلنا ونحب بعضنا بعضا كما أحبنا الرب، كما أوصانا ألا نخاف بل نثق به كل الثقة، أوصانا باللجوء إليه عند الضيق : \”تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم \”، أوصانا الشركة التي لا تشبه الشركة على الأرض ( كل ما للآب هو لي) نعمل ما عمله بولس نطلب يمين الشركة، أي الموافقة على ما نفعله حتى من هم مساوون لنا. لا نقضي الوقت كله في الخدمة والتحدث إلى الآخرين بل نعطي وقتاً كافياً لدراسة الكتاب المقدس والتعلم من المعلمين الأكفاء. نحترم قادتنا الروحيين ولكن ولاءنا الكامل للمسيح. إن أخطأ أحدنا نعالج الموضوع فوراً دون أن نطعن كنيسة المسيح من الخلف. ( قصة بولس وبطرس – غلاطية 2 : 11-16 )
إعداد: الملفونيثو فريدة بولص