- أمرت المحكمة في بلدية بوبلييه الفرنسية بإزالة تمثال العذراء مريم. فانتقدت العضو في مجلس الشيوخ ناتالي غولي القضاة وسمتهم “ملالي العلمنة”.
- أزال أحد متاجر وولوورث في ألمانيا الزينة الميلادية قائلاً للزبائن أن المتجر “بات مسلماً”.
- أوروبا تشوّه تقاليدها تلافياً للإساءة إلى الآخرين، وبذلك، أصبحت أكبر عدو لنفسها.
- كذلك، يُطالب المسلمون باستعادة “مسجد قرطبة”. وفي الفترة الأخيرة، سددت السلطات في المدينة الإسبانية الجنوبية ضربة لادعاء الكنيسة الكاثوليكية ملكية الكاتدرائية. الآن، يريد الإسلاميون استرجاعها.
- النتيجة النهائية لعلمنة أوروبا المدمِّرة قد تكون خلافة إسلامية.
كتب جان بول سارتر بعد الحرب: “كل شيء مسيحي”. فقد تركت ألفا سنة من المسيحية علامة كبيرة في اللغة والثقافة الفرنسيتين وفي المشهد الفرنسي، إلا أن هذا الأمر ليس حقيقة بالنسبة إلى وزيرة التربية الفرنسية نجاة فالو بلقاسم. فقد أعلنت مؤخراً أنه ينبغي على المسؤولين الرسميين أن يقولوا “عطلة سعيدة” بدلاً من “ميلاد مجيد”، وذلك في محاولة متعمدة واضحة لمحو أي إشارة إلى الثقافة المسيحية التي تتجذر فيها فرنسا من الخطابات والساحة العامة.
هذا ما سمّاه جان فرنسوا شومان “استئصال كل علامة مسيحية من المشهد العام”. قبل سنة، بدأ الجدل في بلدة بلويرميل الفرنسية حيث قررت محكمة إزالة تمثال البابا يوحنا بولس الثاني من إحدى الساحات لانتهاكه “العلمنة”.
بعدها، أمرت محكمة في بلدية بوبلييه إزالة تمثال للعذراء مريم. فانتقدت العضو في مجلس الشيوخ ناتالي غولي القضاة وسمتهم “ملالي العلمنة”.
هذه السياسة المعادية للمسيحيين تتعزز من قبل صحف “اليسار” الفرنسي الغاضب بسبب الحظر الذي فرضه اليمين على البوركيني في الريفييرا الفرنسية.
وذكر مجلس الدولة الفرنسي مؤخراً أن “وضع المغائر الميلادية بشكل مؤقت في مكان عام هو شرعي إذا كانت لديه قيمة ثقافية، فنية، أو احتفالية، وإنما ليس إذا كان يعبر عن الاعتراف بشعائر أو تفضيل ديني”. يا لهذه الاحتياطات المهمة لتبرير تقليد ألفي!
وفي بلدة سكايير، أصبحت دار للمسنين محور شكوى علمانية مماثلة بسبب حضور جدارية للعذراء مريم. بعدها، جاء دور المذود في محطة القطار في فيلفرنش دو رورغ في أفيرون. وفي بلدة بواسيت، أُسكتت أجراس الكنائس بقرار من المحكمة.
ولحسن الحظ، لم تُطبَّق بعض أفكار مرصد العلمنة – الهيئة التي أسسها الرئيس فرنسوا هولاند لتنسيق سياساته العلمانية الجديدة. فقد اقترحت إحداها إلغاء بعض العطل الوطنية المسيحية لإفساح المجال أمام العطل الإسلامية واليهودية والعلمانية.
وبمناسبة عيد الفصح، “نسي” الرئيس هولاند أن يعايد مسيحيي فرنسا. لكنه قبل أشهر من ذلك عبّر عن أفضل تمنياته للمسلمين خلال العيد الذي يختتم شهر رمضان. فقال الفيلسوف الفرنسي جيرار لوكليرك في صحيفة لوفيغارو: “معايدة هولاند للمسلمين انتهازية وسياسية. بالنسبة إلى الحزب الاشتراكي، يُعتبرون زبائن انتخابيين مهمين”.
هذا الرهاب من المسيحية هو حصان طروادة الذي يستخدمه المتطرفون كما كتب شارل كونسينيي في المجلة الأسبوعية Le Point: “من خلال هذا المحو للماضي، ستلغي فرنسا مستقبلها”. للأسف، فرنسا ليست حالة فريدة من نوعها. ففي كل أنحاء أوروبا، يؤدي غياب الهدف والقيم إلى إهلاك المسيحية لمصلحة الآخر.
خلال الأسبوع الفائت، قام إرهابي جهادي بقتل 12 شخصاً خلال اقتحام سوق ميلادية في برلين، أحد رموز التقليد المسيحي. لكن أوروبا تشوّه تقاليدها “تلافياً للإساءة إلى الآخرين”. أصبحنا أكبر عدو لأنفسنا.
كذلك، يختفي زياح القديسة لوسيا السنوي الذي يقام على ضوء الشموع، وهو تقليد مسيحي سويدي يُحتفل به منذ مئات السنين. أوديفالا، سوديرتاليي، كوبينغ، أوميا ويستاد هي من بين المدن التي لم تعد تحتفل بهذا الحدث الثقافي الرائع. ووفقاً لجوناس إنغمان، المتخصص بعلم الأجناس في المتحف الشمالي، يترافق الاهتمام المتقلص بزياح القديسة لوسيا مع انعزال عام عن ثقافة السويد المسيحية. في هذا الصدد، تكشف دراسة أجرتها جمعيةGallup International أن السويد هي “الأقل تديناً في الغرب” خلال مراقبة الديانة المسيحية. في غضون ذلك، يشهد الإسلام نمواً من خلال مجموعة من قيم الشريعة الإسلامية وعزيمة فتيّة وقوية.
أما في تركيا، فقد منعت مدرسة ألمانية الاحتفالات بعيد الميلاد. في التفاصيل، قررت المدرسة “إسطنبول ليسيسي” الممولة من الحكومة الألمانية أن تقاليد عيد الميلاد والترانيم الميلادية لم تعد مسموحة. هذا القرار لخصته صحيفة واشنطن بوست على الشكل التالي: “لا تعليم للتقاليد الميلادية ولا احتفالات ولا ترانيم ميلادية”. بالإضافة إلى ذلك، أزال أحد متاجر وولوورث في ألمانيا الزينة الميلادية قائلاً للزبائن أن المتجر “بات مسلماً”.
بالمقابل، في بريطانيا، قال دايفيد آيزاك، الرئيس الجديد للجنة المساواة وحقوق الإنسان، للموظفين أنه ينبغي ألا يقمعوا التقليد المسيحي خوفاً من الإساءة إلى الناس. في وقت سابق، حذرت دام لويز كايسي، “قيصرة” الاندماج في الحكومة البريطانية، من “تلاشي التقاليد كالاحتفالات الميلادية إذا لم يدعم الناس القيم البريطانية”.
وفي عدة بلدات إسبانية مثل سينيسيينتوس، أزيلت مراحل درب الصليب. ومن ثم، قررت عمدة مدريد مانويلا كارمينا إزالة المغارة الميلادية التقليدية الموجودة في بويرتا دي ألكالا.
كذلك، يُطالب المسلمون باستعادة “مسجد قرطبة”. وفي الفترة الأخيرة، سددت السلطات في المدينة الإسبانية الجنوبية ضربة لادعاء الكنيسة الكاثوليكية ملكية الكاتدرائية. فبعد أن بُنيت الأخيرة على موقع كنيسة القديس منصور، تحولت إلى مسجد طوال أكثر من 400 سنة عندما كانت إسبانيا الإسلامية جزءاً من خلافة، قبل غزو مملكة قشتالة المسيحية المدينة وتحويلها مجدداً إلى كنيسة. الآن، يريد الإسلاميون استرجاعها.
بدورها، تطهر بلجيكا، الديمقراطية الأكثر أسلمة في أوروبا، إرثها المسيحي. فلم توضع المغارة الميلادية التقليدية في بلدة هولسبيك البلجيكية، الكائنة خارج بروكسل. وقيل أن المغائر الميلادية أزيلت “تلافياً للإساءة إلى المسلمين”.
ونقلت صحيفة La Libre أن الروزنامات المدرسية ضمن الجماعة الناطقة بالفرنسية في بلجيكا تستخدم مصطلحات معلمنة جديدة. فقد استبدلت عيد جميع القديسين بعطلة الخريف؛ وعطلة عيد الميلاد بعطلة الشتاء؛ وعطلة الصوم بعطلة الراحة؛ والفصح بعطلة الربيع. ومن ثم، وضعت بلجيكا شجرة ميلادية مجردة من العلامات المسيحية في العاصمة بروكسل.
في هولندا، يُهاجَم تقليد “بيت الأسوَد” المسيحي، وسوف يلغى عما قريب. وفي إيطاليا، ألغى كهنة كاثوليك عيد الميلاد هذا العام “تلافياً للإساءة إلى المسلمين”.النتيجة النهائية لعلمنة أوروبا المدمِّرة قد تكون خلافة إسلامية يلخص فيها مصير كنائسها القديمة والرائعة مصير كنائس القسطنطينية حيث حُولت مؤخراً آيا صوفيا التي بقيت لآلاف السنين كاتدرائية المسيحية العظمى إلى مسجد. والآن، تُسمع دعوة المؤذّن داخل هذا المعلم المسيحي للمرة الأولى منذ 85 عاماً.
في الختام، لا بد أن نذكر أن الإرهابيين الإسلاميين استهدفوا عيد الميلاد في برلين، لكن العلمانيين المسيحيين هم الذين يلغونه في شتى أنحاء أوروبا.
aleteia.org