سؤال مطروح: هل تبيع ايمانك القويم الذي تسلمته من المسيح نفسه وتتبع افكار مضلّلة وهرطقات لا تمت بالمسيحية بشيء مقابل علبة زيت او كيلو رز…الخ؟ وكم هو الثمن؟
سؤال قد يبدو غريباً وقد يبدو مثيراً للضحك ولكنه واقعي وحياتي… فهناك الكثيرين ممن باعوا مسيحهم الذي هو من ابناء جلدتهم الشرقيين ومنه استقوا الايمان القويم مقابل حفنة نقود او علبة زيت او بضع كيلوات من السكر والارز… يأتونك بثياب حملان وهم في الداخل ذئاب خاطفة… يا لا بخس الثمن وكاني بهؤلاء اراهم كيهوذا الذي باع معلمه بثمن بخس والمشهد يتكرر والفيلم والسيناريو يعاد مرة اخرى.
انا الذي تسلمت إيماني من المسيح نفسه ومن رسله الأطهار أنفسهم اتي اليوم واتخلى عنه بسهولة! لا ولا الف مرة اقولها حاشا لي ان اترك مسيحي بهذه السهولة، الا واكون مثل بطرس كيفا الذي أبى ان يترك سيده الى الموت فاصبح الحجر الأساس الذي تبنى عليه كنيسة المسيح… كيف لنا ان نروّج لبضاعة بخسة الثمن ونترك الجواهر واللالئ التي عندنا! الايمان الاصيل نبع من هذه الارض التي انا فيها قاطن، وانا استقيت هذا الايمان من المنبع والمصدر، فكيف لي ان ابحث عن مجرى مياه لربما يكون عكرا واترك المنبع! الايمان الذي توارثناه هو الايمان الاصيل.
يذكر ماري بن سليمان (ماري بن سليمان كاتب سرياني شرقي عاش في القرن الثاني عشر. وضع موسوعة أسماها كتاب “المجدل” لا تشغل سلسلة بطاركة الشرق المطبوعة في روما سنة ١٨٩٩ إلا جزءا صغيرا منه) يقول: “أن أدي السليح عبراني من السبعين الذين صحبوا سيدنا المسيح أرسله توما أحد الاثني عشر إلى المشرق وتبعه ماري تلميذه بعد صعود سيدنا إلى السماء بثلاثين سنة. فهو إذن يعزو التبشير الأول إلى أدي. ولكنه يستدرك قائلا: “ونتنائيل بن تلمي ولبي الملقب بتدى وتوما من الاثني عشرة (هكذا) وأدي وماري واحد السبعين تلمذوا المشرق واستقامت أمور النصرانية على أيديهم أحسن استقامة”.
هذا هو مصدر ايماننا ولك اخي العزيز ان تقرر، هل تترك مسيحك وايمانك، ام ان تترك كل شيء وتتبعه وتكون محافظا على وديعة الايمان التي تسلمتها من اجدادك والذي ضحوا بانفسهم من اجل الايمان امثال شمعون برصباعي وغيره من قافلة الشهداء وصولا الى اهلك الذين قتلوا من اجل ايمانهم امثال شهداء سيدة النجاة وغيرهم كثيرين…ولك القرار.
بقلم: الأب نور القس موسى