دوّن بإمانة!
أنا الإبن العاق، إبن الكنيسة الأرثوذكسية إسماً و لكن من الداخل أعيش في عالم الأنفاق، نعم أقر بانني كسرياني أحمل الأمانة بان أكون وفياً لكنيستي الى يوم القيامة، نعم أعترف بانني أديت القسم بإن أكون وفياً وحافظاً للذمم ولكن ذلك في العلن أما في الخفاء فنكثتً الوعد لا بل أكثر من ذلك خنتُ العهد وأنكرتُ عقيدتي وفي قرارة نفسي أقر بانني لستُ سريانياً أرثوذكسياً بعد! نعم أنا إبن الكنيسة العاق، بائع الخراف مع إنني أقسمتُ بالكتاب المقدس أن أكون المحافظ الأمين عليها و أحميها و أحملها مع الأشواق، نعم أنا الخارج عن القطيع، أقر بانني نذرتُ نفسي لأكون من المحبين لكنيستي و عقيدتي و أمين لها في كل حين، لكنني بقدرة قادر وبهمّة المارقين، خرجتُ عن طاعة الأولين و الأباء القديسين فغدرتُ بكنيستي وخالفتُ عقيدتي، و خنتُ العهد و حنثٌ بقسمي وأحاول بشتى الوسائل غرق سفينتي، ركابها أطفال، نساء، شيوخ، رجال مضحين لأجل الفادي وللعقيدة والأمثال وللأباء المجاهدين، فبعتُ إيماني للمنافقين وخنتُ عقيدتي للمتاجرين، أتجنى على الأمناء والمساكين. غداً، أعقدوا المحاكم وحاكموا المؤمنين وكل الذين يحبون الرب وعن الكنيسة مدافعين، للحين يعقدون المحاكم ويدينون الأبرياء باسم الظالم وللرب لا يهتمون ويعلمون بإنه الديان العالم، أنا الظالم باسم الدين أحاكم الذي يناقشني وعلى أخطائي ينطق ولا يساوم، نعم سياستي أهدافها بعيدة، خططي رهيبة، مدمرة، مهمتي أطبخها على نارِ هادئة وليست آنية وسريعة، نعم أعلن بان التسامح ليس سبعة مرات سبعين مرة بل الى ما لا نهاية، ولكن بين البسطاء والسرايا، أما من يخطىء الي أنا الديان الظالم، لا تسامح، لا براءة، لا مغفرة للمدافعين عن كنيسة المسيح الى يوم الدين والويل للذي لا يطيعني ويساوم!
نعم خرجتُ عن قانون كنيستي، ضاعت تربيتي لأنني خالفتُ عقيدة أبي وأمي وجدي وجدتي، طعنتُ في إيمانهم وانحرفتُ عن دروب الشهداء الميامين الذين ضحوا من أجل الكنيسة وذُبحوا كالنعاج ولكنهم ظلوا لإيمانهم الأرثوذكسي أوفياء ومخلصين!
نعم انا الذي أدعي الإيمان وأصلي باسم الإله الحنان هذا لطالبي الطاعة دون تذمر أو تبيان، وإما من يتطاول أمامي يُقطع له اللسان، ومن يسمع دون علمي نقطع له الآذان والذي يخالفني الرأي أطرده من مجلس الأعيان ولن أجعله بعد من المقربين والأعوان.
دوّن بالإمانة!
أنا ابن الكنيسة العاق، أخالف العقيدة والإيمان، أزرع الضغينة بين الخلان، إذا اختلفا إثنان من الذين بالكذب أدعي بانهما إخوتي، اشعلها بينهما بالمليان، أعتلي فرسي وأخلي للحرب المكان، تقَاتلوا، تزاعلوا، ظلموا، طردوا فسأظل أنا في النهاية الربحان.
نعم أتغنّى بالمسامحة و لكن على كنيستي أساوم، أضرب بعصا المنافقين، أعواني كذبة ودجالين، العصا التي أضرب بها هم جماعة من المتاجرين بالدين، نعم، اليوم أصول وأجول وتشبهتُ بمتى المسكين ولكنني أعلم بانني قد أخفي حقيقتي للجاهلين إما المؤمنين فلن ينطلي عليهم مسكنتي وسوف يكشفونني ولو بعد حين!
ولكن يا مساكين، تنادون للمسامحة الى ما لا نهاية وترتكبون أكبر الخطايا، تدعون الإيمان و أنتم أكبر محاربين للعقيدة وخنتم بامتياز الأمانة، لا صدق لكم بعد اليوم لا إستقامة. تنكرون أسرار كنيستنا وتحاربون طقوسها وتقليد أباءنا القديسين. كل هذا، بعد ان لمستكم إيادي المخلصّين من العاقين وعن دستور الكنيسة خارجين، نعم تجاهرون قولاً وفعلاً بانكم أعداء الكنيسة والقيادة الروحية وتحاولون ضرب العقيدة في الصميم.
وأخيراً باسم العقيدة والإيمان والأنظمة التي خالفتموها فلن ترحمكم قيادتنا الروحية القادمة وللأرثوذكسية وفية ولن يغفر لكم المؤمنين الصادقين وبخروجكم عن العقيدة، عرضتم أنفسكم للمحاكمة العلنية وتستحقون الإدانة الأبدية عند مجيء فادينا يسوع المسيح ديان العالمين!
بقلم : المحامي نوري إيشوع