مار أنطونيوس وهو القديس أنطون ويلقبه الدمشقييون الأروام أصحاب دمشق القدماء الأصلاء بالقديس مطانيوس، وهو شفيع التائهين والمفقودين ويعتقدون أن لهذا القديس قدرة عجائبة مستمرة تتعلق برد الغائب والعثور على الاشياء المفقودة…
وكان هذا القديس مخلصاً الى حد التفاني مع أهل زوجتي إلاّ في مرة واحدة وهي الأهم…وبالنسبة لتجربتي مع هذا القديس والتي كانت تتم بالوساطة، فلقد كان يردّ لي الاشياء الضائعة. كان يعثر لي على مفاتيح السيارة وعلى سبحتي الزرقاء الجميلة وعلى دفاتري وبعض المواد المتعلقة بطب الاسنان، قبل ان ينتهي عهدي بها بعد بطالة دامت 3 سنين …بعد دقائق من إطلاق عبارة يا مار انطانيوس ساعدني…يتم على الفور العثور على الأشياء الضائعة.
الإيمان شيء جميل والإيمان الى حد الثقة المطلقة شيء أجمل…وفي يوم ربيعي جميل إتصلت بي أم الأولاد وكنت في الجولة أتفقد زبائني وهم السادة أطباء الأسنان وكنّا يومها بألف خير …ودار الحديث الآتي:
– آرا أنا في ورطة
ـ خير إن شاء الله ماذا حدث
ـ بشأن العزيمة
ـ العزيمة ليست ورطة…انت اخترت عزيمة صديقاتك وقريباتك ويفترض أن الأمور كلها جاهزة بدءاً بالتبولة وانتهاءً بالشوكولا والكاتو.
ـ نعم نعم كل شيء جاهز ولكن هناك ورطة…لقد فتحت درج الملاعق في المطبخ فلم أجد ولا ملعقة لا صغيرة ولا كبيرة.
ـ هل طلبتي مساعدة شفيعك مار انطانيوس؟؟؟
ـ يا آرا أرجوك لا تتبارد ارجوك أجّل المزاح أنا في ورطة حقيقية والمعازيم صاروا في البيت.
ـ على رسلك … قهوة أهلاً وسهلاً هي لإضاعة الوقت ولا يلزمها ملاعق…يلزمني نصف ساعة لأعود ومعي الملاعق دزينة دزينة من كل نوع وبعد ذلك سأخلع رقبة أي لفاية غريبة تحضريها الى البيت…أريد جميلة … أعيدي جميلة التي رافقت الاولاد منذ ولادتهم، اتركيها تنظف على قدر معرفتها أعرف انها كبرت وهمّتها ضعفت ولكنها كانت أمينة.
في هذه المناسبة أعايد جميع إخوتي وأهلي في سوريا الحبيبة وأطلب من القديس مار انطانيوس أن يعثر لنا على ما فقدناه (السلام والأمن والأمان).
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني