تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف شخص، اليوم الأحد، احتجاجاً على إحراق كنيسة الطابغة، الواقعة على الضفة الشمالية الغربية لبحيرة طبريا، في الوقت الذي تستمر فيه الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق دون التوصل إلى الجناة في حادث إحراق الكنيسة فجر الخميس الماضي.
وقال الأب غريغوري كوليز، رئيس رهبنة البندكتان في الأرض المقدسة، في كلمة له خلال الوقفة الاحتجاجية: “قبل عدة ليالٍ عانينا من هجوم صعب، من حريق عرض حياة الناس للخطر. على جميع سكان المنطقة المسيحيين، الدروز والمسلمين واليهود أن يحتجوا ضد هذا العمل”. وأضاف “نحن المسيحيون يجب أن نريد كمسيحيين. نحن نتواجد في المكان الذي قام به المسيح بمعجزاته. سوف نبدل النار البغيضة بنار الحب والمسامحة الإلهية”.
من جانبه قال البطريرك ميشيل صبّاح في تصريحات صحفية “الدولة يجب أن تعرف واجبها، كما أن على المسؤولين القيام بواجباتهم”، مشيراً أن الحكومة الإسرائيلية لو كانت جدية في معالجة الاعتداءات الأخيرة على المؤسسات المسيحية والإسلامية، لما تكررت. وأضاف “لا نطلب حماية أحد، لا في الداخل ولا في الخارج، فنحن لسنا بقاصرين حتى نطلب الحماية”.
وأضاف بطريرك اللاتين السابق “الدولة الإسرائيلية لا تزال قاصرة، لأنها غير قادرة على القيام بواجباتها” تجاه جميع المواطنين، فـ”حريق من هذا النوع لا يمكن أن يجري في أي بلد إلا وتتدخل الدولة على الفور، وتجد المجرم وتعاقبه. أما هنا فهي تعرف المجرم، لكنها لا تفعل شيئاً”.
وحول الموقف المسيحي من هذه الأحداث، فقال البطريرك صبّاح “نحن نبقى مسيحيين، ومبدأونا يكمن في وصية المحبة، أي أن نرى في الجميع وجه الله تعالى، اليهودي والدرزي والمسلم والمسيحي. أما إذا ما أريد التضييق علينا من خلال هذه الأحداث، فنحن نقول أننا هنا باقون، مهما شددوا علينا، ولن نفقد الأمل مطلقاً، لأن أملنا بالله وليس بالناس”.
وكان قد شب حريق متعمد فجر الخميس الماضي في كنيسة الطابغة مخلفاً أضراراً جسيمة، وعثر في المكان على كتابات باللغة العبرية تنادي بالقضاء على “عبدة الأوثان”، في إشارة من الفاعلين إلى المسيحيين. وتسمى كنيسة “الطابغة” التابعة للكنيسة الكاثوليكية كذلك بكنيسة “الخبز والسمك” إذ شيدت أحياء لذكرى معجزة السيد المسيح المذكورة في الأناجيل وقام فيها بتكثير الخبز والسمك لإطعام تابعيه.
وتعرضت كنيسة الطابغة لهجوم سابق في نيسان من العام الماضي، وقال مسؤولون إن مجموعة من المراهقين اليهود المتطرفين ألحقوا أضراراً بالصلبان وهاجموا رجال الدين. وفي نيسان 2014 قام مجهولون بتكسير شواهد قبور في مقبرة كفر برعم المسيحية المارونية القريبة من الحدود مع لبنان.
وفي ذلك الشهر، أعلن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عن عزمه التصدي للهجمات على الكنائس التي تعرض العديد منها لحرائق وذلك خلال زيارة تاريخية لبطريركية القدس الأرثوذكسية الواقعة في القدس الشرقية. وفي نهاية شباط، تم إحراق مبنى تابع للكنيسة الأرثوذكسية قرب القدس القديمة. وجاء هذا الهجوم إثر سلسلة هجمات مماثلة استهدفت كنائس ومساجد في الضفة الغربية المحتلة ونسبت إلى متشددين يهود.
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة إنتقامية تعرف باسم “تدفيع الثمن” وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية، وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للإستيطان. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ومؤسسات مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار، ونادراً ما يتم توقيف الجناة.
أبونا