تتميز قرى عديدة في ريف إدلب بأنها ذات غالبية سكانية لأبناء الطائفة المسيحية مثل قرى اليعقوبية و الغسانية و القنية و الجديدة، بالإضافة الى وجود عدد من المسيحيين في مدينة جسر الشغور نتيجة سيطرة عناصر داعش في عام ٢٠١٣ على هذه القرى اضطر الشباب الى ترك منازلهم هرباً من عمليات داعش و خلال فترة سيطرة داعش على المنطقة.
في نهاية عام ٢٠١٣ قام عناصر داعش بتكسير الصلبان المتواجدة في هذه القرى و منعن المسيحيين من قرع الجرس (الناقوس)، أما في الوقت الحالي فقد بسطت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية نفوذها على تلك المناطق، وخلال سيطرة جبهة النصرة على هذه القرى في نهاية عام ٢٠١٤ وبعدما قامت بتصفية كتائب الجيش الحر هناك ما يعرف بجبهة ثوار سوريا، قامت بهدم تمثال السيدة مريم العذراء المتواجد في مدخل قرية القنية, كما قامت منذ فترة بنبش القبور المتواجدة في بلدة اليعقوبية.
يذكر ان تعداد سكان القنية يصل الى ١٠ الاف نسمة تقريباً جلهم من المسيحيين.
بينما يبلغ عدد سكان قرية الغسانية قبل النزاع الدامي حوالي١٠ الاف نسمة، بينهم ست عائلات مسلمة و يوجد عند مدخل القرية تمثال ضخم للقديس جاورجيوس يقتل تنيناً، لكن قذيفة حطمت نصفه، كما تضم القرية بداخلها ٣٣ كنيسة تعود للطائفة الانجيلية تحمل ايضاً آثار القصف.
وقد حاولت عناصر تابعة لجبهة النصرة أن تسيطر على أملاك المسيحيين في هذه القرى إلا أن حركة احرار الشام تدخلت و أعادت الاملاك لأصحابها.
ولكن لما سألنا أحد رجال الدين المسيحي أيهما أفضل ايام سيطرة داعش أم النصرة؟ فقال: كان الوضع وقت سيطرة داعش أفضل، ورغم كل جبروتهم كنا نحس بالأمان و تمت محاسبة فطاع الطرق و لم يتدخلوا في حياتنا سوى أنهم منعونا من دق الجرس و ازالوا الصلبانأما النصرة الآن فتفعل أكثر من ذلك بكثير.
ونتيجة ممارسات جبهة النصرة ومحاولتها فرض قوانينها وسلب المسيحيين في المنطقة حقوقهم فيبدو جليا للعيان ان هذه الممارسات تسهم في رحيل هؤلاء عن أرضهم التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين، دون أن تستطيع حركة أحرار الشام أو أي فصيل من الجيش الحر أن يؤمن الحماية الكاملة لهم، أو لاخوتهم المسلمين، من عسف هذه الممارسات.
هنادي زحلوط – كلنا شركاء