شجرة ورد جوري أحمر، فقط هي من بقيت شامخة قرب رماد بات عليه دير الآباء الدومنيكان ومخطوطاته وكتبه التاريخية المتنوعة، ما بين أبجدية اللغة المسيحية والعربية والكتب الطقسية المقدر عمرها بأكثر من 2000 سنة، في جنوب شرق الموصل. وتنشر “سبوتنيك”، صوراً لما تبقى من الكتب والمخطوطات المسيحية التاريخية في دير الآباء الدومنيكان، الكائن في بغديدا البلدة السريانية الواقعة في محافظة نينوى على بعد 32 كم جنوب شرق الموصل، بعد مرور عناصر تنظيم “داعش” فيه وتعمدهم إتلاف تاريخ المكون بالكامل.
وتحدث مقاتل من وحدات سهل نينوى، لمراسلتنا في العراق، نقلاً عن الأب نجيب الدومنيكي قوله “إن تنظيم “داعش” أحرق نحو 30 ألف كتاب يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 سنة، في دير الآباء الدومنيكان في سهل نينوى”. وأضاف المقاتل والإعلامي ناهير ملفونو (26 عاماً)، في حديثه، أن المحروقات شملت مخطوطات سريانية، ،وكتب عن الرهبنة والكنسية أضرم “داعش” النار بها في الدير الذي أصبح كومة رماد وحطام يؤلم القلب.
وتُظهر الصور فظاعة ما اقترفه تنظيم “داعش” بحق الكتب والمخطوطات المسيحية السريانية القديمة، جاعلاً منها ذرات رماد دون أن يترك حرفا واحدا حيا سوى أحجار وقطع حديد ذائبة، وكأنها تبكي ألماً التاريخ الذي مُزق أمامها بوحشية الدواعش وبطشهم الذي طال كل شيء في سهل نينوى والمحافظة والموصل معقلهم الأكبر والأخير في شمال العراق.
والجدير بالذكر أن الدومنيكان هم أول من أسس مطبعة في مدينة الموصل مزودة بأبجديات لغات شتى خاصة السريانية والعربية، ونشروا الكثير من الكتب الطقسية وغيرها لفائدة القراء، لكن “داعش” كان متوعداً لها بالنار الهالكة لتاريخ المكون المسيحي. ولم يهمل الدومنيكان النسخ الخطية التي نسخوها بأياديهم أو استنسخوها أو اشتروها فحافظوا عليها منذ سنوات عديدة، وحافظوا على تراث مهم للغاية للمسيحيين السريان بشقيهم الشرقي والغربي والكاثوليكي والأرثودكسي، حيث بلغ عدد مخطوطاتهم 390 مخطوطة تحتوي مواضيع روحية وأدبية ولغوية وعلمية وطبية إلخ.
وتعمد تنظيم “داعش” منذ الأيام الأولى من منتصف عام 2014، لاستيلائه على نينوى ومركزها الموصل، إفراغ المناطق شارعا شارعا، من أبناء المكون المسيحي بعد تخييرهم ما بين دفع الجزية أو اعتناق الإسلام، أو نحرهم أو مغادرتهم الأرض وإبقاء ممتلكاتهم غنائم للتنظيم الإرهابي.
ankawa.com