كان أحد الكهنة الأتقياء، جالساً متفكّراً فى الله، معطياً له كل المجد والتسبيح، وإذ سمع صوت صلاة، كان يرفعها شاب قائلاً ” اشكرك يا إلهي من كل قلبي، لن أنسى فضلك حين دعوتك وأنا مريض فشفيتني. كيف أكافئك وأرد لك هذا الجميل؟ فانا يارب لست محتاجاً لأي شيء ! فانت الكامل الغني، ولو وجدت مجالاً لرد الجميل إليك، لقدّمت لك بكل سرور كل ما أملك.
ولما أنهى الشاب صلاته، استدعاه الكاهن وقال له: صحيح أنّ الله ليس محتاجاً إلى عطايانا، ولكنك تستطيع أن ترد إليه الجميل ..تعال واتبعني.
وقاده الكاهن إلى كوخ تسكنه أسرة فقيرة: الأب طريح الفراش، والأولاد يتأوهون جوعاً. فقال الكاهن: هؤلاء هم إخوة للرب ومن ينوبون عنه، من خلالهم يمكنك تقديم شكرك بطريقة عملية. هكذا علمنا الرب فى كتابه المقدس. فأخذ الشاب يساعد بكل سخاء حتى دعاه هؤلاء الفقراء: ملاك الله.
وإذ لقيه الأب الكاهن يوماً،تبسم وقال: هل عرفت الآن كيف تتصرف حين تشعر بنعمة الله عليك؟ فاجاب :نعم، أحوّل وجهي الشكور أولاً نحو إلهي ،ثم أحوّله بعد ذلك إلى بؤساء الأرض.
وَٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ ٱكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. كُورِنْثُوسَ ٱلثَّانِيةُ ٩:٨
رصد انترنت
لقد أوصى السيد المسيح في تعاليمه بعدم محبة المال. وأوضح أنه من العسير أن يخدم الإنسان الله والمال. وكذلك أوصى بالعطاء بلا حدود في قوله: “من سألك فاعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده” (مت5: 42). وكذلك في قوله: “من سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين”
امين 🙏