سأل الملك غير المؤمن وزيره المسيحي: تقولون إنّ الله تجسد وصلب ومات، فما هو الدافع لهذا العمل الذي لا يتقبله العقل؟!
الوزير: أسألك يا سيدي أن تمهلني عدة أيام و أجيبك على سؤالك ،فوافقه الملك.
وفي يوم سار الملك مع وزيره في حديقة القصر، وإذ بالمربّية تسير بعربة الأمير الصغير، وفجأة أعطى الوزير إشارة للمربّية، فدفعت العربة وما بها في بحيرة الماء الصناعية أمام عيني الملك، فماذا فعل الملك؟ لقد ألقى بنفسه في الماء، إلاّ أنّه وجد نفسه يحتضن تمثالاً كامل الشبه بإبنه، وقبل أن يتملكه الغضب أسرع إليه الوزير قائلاً:
عفوا سيدي الملك . سامحني لأني فعلت هذا ،فأنا الذي صنعت التمثال، وأوصيت المربيّة بإلقائه في البحيرة متى أشرت لها بذلك. يا جلالة الملك عندما شعرت بأن أبنك يغرق في البحيرة لماذا لم ترسلني أو ترسل أحد الجنود لإنقاذه؟
الملك: لأنه ابني. أنت تعلم أنني إنسان شجاع ولا أهاب الموت، وأنا على استعداد أن أفدي أبني بحياتي.
الوزير: وهكذا أيها الملك عندما رأى الله أولاده يهلكون بالموت الأبدي، أخذ شكل إنسان وصُلب ومات وقام ،وقهر الموت وأنقذنا منه، كمثل ملك وجد جنوده مقهورين أمام عدوهم في ساحة المعركة فارتدى زي الجنود، وقاد الحرب وانتصر، وأهلك العدو القوي ووهبنا النصرة.
تأمل:
ما أجمل أن نُطيل التأمل في محبة الله، فلا توجد ثروة في العالم تستطيع أن تعادل قيمة هذه المحبة، “إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار”، وأين نجد محبة مثل هذه؟ إنها في قلب ربنا يسوع وحده “الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا”(أف5: 2) . “بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لأجلنا” (1يو3: 16).
فقد بذل المسيح نفسه لأجل كل واحد منا شخصياً، ويستطيع كل مؤمن أن يقول “ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي”(غل2: 20) لقد أعطى له المجد أكثر بكثير من “كل ثروة بيته” أعطى نفسه، وأي شيء أقل من ذلك غير كاف. وإذ نُدرك بأن ابن الله قد أحبنا، فإننا نحبه محبة قلبية صادقة، فإنّ محبته التي بيّنها في بذل نفسه لأجلنا لا يمكن ان “تُحتقر”. وإذا كنا نطيل التأمل في محبته لنا وبذل حياته لأجلنا، فنحن بدورنا نحبه محبة تقودنا إلى تسليم ذواتنا بجملتها له.
رصد أنترنت