رسم الفنان الألماني هولمان هانت Holman Hunt لوحة اشتهرت على مرّ السنين. كانت تلك اللوحة تمثّل الربّ يسوع المسيح واقفاً خارج باب منزل، ويده تقرع على الباب.
عندما انتهى هولمان من عمله، عرض تلك اللوحة على أحد أصدقائه الفنانين ليبدي رأيه فيها، فتأمل صديقه ملياً في اللوحة ثم قال:
إنها رائعة حقاً، لكن عيبها الوحيد هو أنّ الباب بلا مقبض!
أجاب هولمان، ذلك لأنّ المقبض في الداخل، وأنت من يفتح الباب!
قال الربّ يسوع : “هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.” (رؤ 3: 20).
أخي وأختي، إنّ الرب يسوع يقرع على باب قلب كل إنسان، لأنه يحب الجميع ولا يريد أن يهلك أحد بل أن يقبل الجميع الى التوبة.
فهل تتجاوب معه وتفتح له؟
إنّ الرب يقرع باب قلبك، لكن عليك أنت أن تتجاوب معه وتفتح له من الداخل. إنّ الرب يحبك، لكنه لن يقتحم قلبك إقتحاماً، بل يوّد أن يدخله مدعّوا ومكرماً. إنّ كل من يفتح قلبه للرب يسوع، يدخل الى حياته المسيح، ويخلق فيه قلباً جديداً، وعقلاً نيراً، وروحاً جديدة.
أن يدخل الرب يسوع إلى قلبك هو أن يحوّل ذلك الإيمان العقلي والمعرفي الذي لديك الى حقيقة فعلية تحوي كيانك وتغيّر مسلك حياتك.
الولادة الجديدة، هي الخليقة الجديدة في المسيح، هي بداية علاقة روحية مع الرب يسوع، حيث يكون الرب سرّ حياتك ومركز حياتك وهدف حياتك. حينها يكون الربّ يسوع هو السّيد والدافع لإفكارك وأقولك وأعمالك.
عندما ولد الرب يسوع في بيت لحم، تهللت ملائكة السماء وأضاء نجم في الأعالي. عنما دخل يسوع بيت زكّا، وقلب زكّا تحوّل من جائب ضرائب، يشي بالناس طمعاً في الربح وفي محبة المال، إلى شخص ٍ يُعطي الفقراء والمحتاجين.
- عندما دخل يسوع القرى والمدن، جعل في الناس تغييراً، فأحبّه الكثيرين وتبعوه.
- عندما دخل يسوع الهيكل، طهّره من الفساد، وأرجعه مركزاً للعبادة والقداسة.
- عندما صُلب الربّ يسوع على الصليب، حدث تغيير في قلب اللص، وفي السماء.
- عندما دخل يسوع إلى قدس الأقداس السماوي لكي يطهّر قلبي وقلبك من خطايانا، فرحت السماء بالخلاص الذي تمّ.
فكل مكان دخله يسوع، أجرى فيه تغييراً كبيراً، وهو يريد أن يجعل الأفضل لحياتك وحياتي .
يقول الربّ يسوع “إن سمع أحد صوتي وفتح الباب”.
هل سمعت صوت الربّ يسوع اليوم؟
تذّكر دائماً هذه الصورة.. فمقبض الباب هو من الداخل، وأنت وحدك تملك مفتاح قلبك، وتأكد من أنّ يد الربّ لن تتعب، ولن قد يكلّ عزمه. إنه قريب منك جداً، كل ما عليك أن تفعله هو أن تصلّي إليه قائلا:
يا رب يا يسوع.. أدخل إلى قلبي اليوم واصنع مني إنساناً جديداً.
آمين