بدأ موضوع “السفر” يلوح في الأفق بعد فقدان أبناء شعبنا المُهَجَر قسراً الأمل بالعودة إلى سهل نينوى وإعادة تعمير المنطقة بعد مرور “17” شهراً على تهجيره منها، ما جعله يفقد الثقة بوعود تحرير أرضه التي طال أمدها وخف بريقها يوماً بعد آخر.
ويحدثنا العم حنا سليمان عن الموضوع فيقول إن “آلاف العوائل هاجرت من بلداتنا، فمن سيسكن بلداتنا يا ترى!! وكل حي وزقاق متكون من عشرين بيتاً وقد هجرته 10 عوائل”. ويُـبَّـين سليمان، أن “هناك شعور بفقدان الأمل بين كل المهجرين والكثير منهم سيرحل خلال الأشهر الثلاثة القادمة”.
يحتضن الجزء الشرقي من ناحية عنكاوا أكثر من 1500 عائلة مُهَجَرة من بغديدا وبرطلة وكرمليس تقطن في مجمعات سكنية متجاورة جرى تخصيصها لهم، ويسافر العديد من أبناء تلك المجمعات نحو تركيا ليقصدوا بعدها ألمانيا لطلب اللجوء الإنساني هناك.
ويصف الشاب المُهَجَر أوس كمال حال المهجرين، فيقول “ما أن يحل نيسان القادم سوف نهاجر بمجموعات كبيرة من المجمعات نحو تركيا، فنحن ننتظر أن نرى بادرة أمل لتحرير بلداتنا أو نهاجر جماعياً”.
ولكون المرأة نصف المجتمع فإن للسيدة باسمة – الموظفة في إحدى الوزارات التي لم تستلم راتبها منذ عدة أشهر – رأيها في الموضوع الذي أرجعته إلى عدة أسباب أهمها حسبما تقول “تأخر رواتبنا والحياة البائسة التي نعيشها تجعلنا نقرر أن يكون قرار الهجرة الجماعية هو الحل لمعضلاتنا، فأين التحرير وأين العودة والقصف دمر بيوتنا فلا حل أمامنا غير أرض أخرى تحترمنا كبشر”.
ويشير الشاب فادي صبري إلى أن “العوائل فقدت الأمل بالعودة بسبب تأخر تحرير مناطقهم وتدمير البنى التحتية للمنطقة”، متسائلاً “من سيعمر المستشفيات والمدارس والأسواق والكثير من الأمور بينما نعرف أن الحكومة وضعها الأقتصادي صعبٌ جداً فحتى رواتب الكثير من الوزارات لم يستلمها موظفوها منذ أشهر بسبب الازمة الأقتصادية الحالية”.
ويبقى يوم الـ 6 من آب 2014 يوماً حزيناً سيُحفر في ذاكرة سكان سهل نينوى، حيث شَهدَ صباحه أستشهاد طفلان وامرأة من بلدة بغديدا “قره قوش” بسبب سقوط قذائف هاون كان يطلقها “داعش” على البلدة، بينما حمل مساءهُ في طياته مشهداً حزيناً تمحور في التهجير الجماعي لسكان المنطقة بعد سيطرة “داعش” عليها على أمل العودة التي طال أنتظارها لأكثر من 17 شهراً.
عنكاوا كوم