أجبرت حملات إلكترونية قادها مسيحيون سوريون على الشبكات الاجتماعية، قناة “سما” على إيقاف فلم إيراني يتناول حياة السيد المسيح معتبرين أنه يسيء “للدين المسيحي”. سقطت_قناتكم، هاشتاغ انتشر بقوة في الأوساط السورية وخاصة بين المسيحيين في المدة الأخيرة تنديدا ببث قناة سما الفضائية ، الفلم الإيراني “السيد المسيح”، في موسم الأعياد.
وأجبرت حملات إلكترونية على الشبكات الاجتماعية القناة على إيقاف بث الفلم”الذي أراد فيه كاتب السيناريو تشويه قصة المسيح من ولادته وحتى صعوده، بطريقة لم تخل من قصد”. والفلم من إنتاج إيراني، يتناول قصة السيد المسيح من زاوية إسلامية، ولاقى الشجب والاستنكار نفسيهما اللذين واجههما حين عرض في لبنان، نظرا لأنه “يتضمن أخطاء كبيرة تصيب جوهر الدين المسيحي”.
واتهمت القناة بإثارة “النعرات الطائفية” والأخذ بوجهة النظر الإيرانية حتى ولو كانت على حساب الطوائف المسيحية السورية. من جانبه اتهم مدير الأخبار في قناة سما، حسام حسن رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الاصطياد في الماء العكر” ووصفهم بـمجموعة من “أباطرة فيسبوك وقطاع الطرق”، وفق تعبيره.
وفلم السيد المسيح لاقى أثناء عرضه في لبنان، احتجاج عدد من رجال الدين المسيحيين، الذين طالبوا حينها بوقفه باعتباره مسيئا إلى الإيمان المسيحي. الأمر الذي دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى المطالبة بوقف عرض الفلم فورا، معتبرا أنه “ينكر أسس الدين المسيحي” ووصل به الأمر إلى التحدث عبر الصحافة وتكذيب الرواية لأنها “غير صحيحة وغير دقيقة”. وقال معلقون “السؤال هنا: هل يتحرك رجال الدين المسيحي السوريون ضد عرض الفلم ، كما فعل اللبنانيون؟ أم أن تحكم الإيرانيين بكل شاردة وواردة في سوريا يعطيهم الحق في السيطرة على التلفزيونات والإذاعات الحكومية والخاصة الموالية لهم! وهل يجرؤ رجال الدين المسيحي على المطالبة باعتذار رسمي ومنع بث الفلم مجددا؟”.
وكما توقع مغردون لم يحرك رجال الدين المسيحيون ساكنا. من جانبها نشرت قناة الدنيا بيانا على حسابها على فيسبوك جاء فيه “عرضت القناة مؤخرا “فلم #السيد_المسيح في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة وقد وصلت إلى القناة العديد من الانتقادات لذلك اقتضى التنويه: الفلم من إنتاج إيراني، وسبق وأن عرض على بعض القنوات العربية”، مؤكدة أن المحتوى داخل الفلم من “مادة تاريخية وهي وجهة نظر الكاتب والمنتج والمخرج ولا تتحمل القناة مسؤولية وجهة النظر هذه.. كما أنها لا تتبناها وهي تنظر إلى العمل في سياقه العام”.
وانتقد معلق “مادة تاريخية؟ صار المسيح ذو القدسية والمجد في نظركم مادة تاريخية؟”. واتخذت بعض الآراء منحى أكثر تجريحا حين تساءل أحدهم “لماذا لا تعرضون الفيلم الدنماركي عن الرسول محمد؟”. وكتب معلق “حين تريدون إنجاز فيلم عن المسيح يجب أن تعودوا إلى الإنجيل وإلى رجال الدين المسيحي والكنيسة وتكتبون وفق الإيمان المسيحي لا تضيفوا من عندكم أو تقوّلونه كلاما لم يقله وتحذفون أمورا فعلها”. وذكر آخر “المسلمون يحبوننا ويحترمون ديانتنا لكن أريد أن أفهم قناة سما ماذا تريد أن توصل كفكرة من وراء فلم#المسيح الإيراني للمسيحيين… #سقطت_قناتكم”.
وتعجب مغرد “إيران لديها أنبياؤها وقديسوها لم لا تلتهى بأفلام عنهم؟ تدخلتم في بلدنا لتحقيق مصالحكم وضمان نجاح ملفاتكم، تريدون أيضا أن توظفوا المسيح لخدمتكم”. واعتبر مغرد “نحن مسيحيون منذ ألفي عام نعيش في بلدنا سوريا متمتعين بحريتنا في ممارسة حقوقنا وواجباتنا الدينية، الفلم يمس ديانتنا ويسيء إليها حتى لو كانت إيران المنتج.. لا يحق لأحد المساس بعقيدتنا”. وقال آخر “السيد المسيح ليس قصة تاريخية هو البداية والنهاية فالرجاء، بما نتحلى به من محبة وسلام، إيقاف عرض الفلم لأنه جارح ومسيء جدا وينسف الحقيقة وهو مأخوذ من قصص مزيفة ومغايرة للحقيقة”.
يشار أن المسيحيون يؤمنون أن يسوع المسيح هو كلمة الله المتجسدة ، وأنه صلب؛ وقام من بين الأموات . بينما يؤمن المسلمون أن يسوع أو عيسى هو نبي مرسل من الله. يبقى أن نذكر أن الفيلم الإيراني من إخراج «نادر طالب زاده» المدة: 01:21:26 دقيقة اللغة: فارسي، والترجمة: عربي.
اليتيا