يعيش 277 مسيحياً تحت حصار “داعش” منذ سيطرة مسلحي هذا التنظيم على بلدة القريتين في ريف حمص.
وتمكنت وكالة “نوفوستي” من مقابلة قسيس ببلدة فيروز في ريف حمص الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر من القريتين. وعلى الرغم من وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” على هذه المسافة القريبة، لا يزال سكان البلدة من المسيحيين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي وحتى يقيمون حفلات زفاف.
وأفاد القسيس، بأنه تسنى، خلال الشهرين الماضيين، إجلاء 172 مسيحيا من بلدة القريتين التي سيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، في بداية آب/أغسطس الماضي، وفرض جزية على المسيحيين.
وقام الإرهابيون بحلق رؤوس المسيحيين من أجل تمييزهم وفرض جزية قدرها 4.25 غرام من الذهب الصافي على الرجال، ومنعوا إقامة القداس والتجارة ودفن الموتى على الطريقة المسيحية، ودمروا الكنائس والمدافن، ولكن الأخطر هو تعذر إجلاء 277 أسيرا مسيحيا من دون مساعدة خارجية.
وأوضح القسيس أنه تسنى، في اليوم الثاني للاحتلال، إخراج 16 شخصا تحت غطاء من الجيش السوري وبدعم من مسلمين لا يشاطرون أفكار “الدولة الإسلامية”. وتم إنقاذ آخر مجموعة من تسعة أشخاص في تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وكان البدو يتسللون إلى القريتين لإخراج الأسرى. وساعدت في ذلك “قوانين” الإرهابيين التي تمنع تفتيش وثائق هوية السيدات المنقبات، ولكن هناك أيضا صعوبة في ضرورة إجلاء الأسر كاملة حتى لا ينتقم المسلحون ممن بقي في البلدة.
ولم يقم الإرهابيون بإعدام مسيحيين فحسب، وإنما أيضا خمسة مسلمين لاتهامهم بـ”الكفر”، ما زاد من حالة الخوف بين مسيحيي البلدة. ويحظر عليهم النظر إلى عيون المسلمين والجلوس إلا القرفصاء، في حال كان المسلح جالسا.
وبعد فشل عملية الفرار الأخيرة وسط زيادة حذر المسلحين، أصبح المسيحيون يفضلون تحمل إهانات الإرهابيين، بدلا من خطر الموت.
عنكاوا