أقامت اللجنة الثقافية في الرابطة السريانية حفلاً تكريماً لاستاذ اللغة السريانية، الملفان عبد الكريم شاهان، بحضور المطران جورج صليبا الآباء جوزف شابو من الولايات المتحدة، الياس جرجس، شمعون كنه، جوزف نجمة، سهيل قاشا، المختارة ليلى لطي،وأعضاء جمعية أصدقاء اللغة وأعضاء قيادة الرابطة جورج شاهين، يعقوب أسمر، جبران كلي.
وألقى رئيس اللجنة الثقافية المهندس ايليا برصوم كلمة رحب فيها وقال:
ليس صحيحا أننا فقط نُكرَّم الكبار بعد رحيلهم ,كما قال استاذنا الراحل الكبير نعوم فائق, بل اننا نجتمع اليوم لنكرم الملفان القدير والشماس الصالح الملفونو عبد الكريم شاهان على عطاءاته وتفانيه في حب شعبه وكنيسته ولغتنا المقدسة عرف عنه ابتعاده عن التفرقة بين المذاهب والطوائف.
أشتهر بمعرفته الواسعة باللغات وخاصة السريانية التي احبها فعلمها من كل قلبه مع محبي واصدقاء اللغة السريانية مثل الملافنة نامق وسلمان ونورو وكبريال وكورية، ثم درس في المعهد الكهنوتي الاكليريكي في الموصل من سنة 1950 الى 1952، وقد خدم في الكنيسة السريانية الارثوذكسية منذ صغره. كما قدم برنامج بالسريانية لاذاعة الرابطة السريانية عام 1977 ، وترجم فيلم السيد المسيح من الانكليزية الى السريانية ثم قام بدبلجته عام 1998.
شارك بعدة مؤتمرات في السويد واوستراليا ولبنان واسبانيا، وقد ساعد العديد من الشمامسة وغيرهم من الطلاب بدراستهم للغة السريانية. ثم تكلم المطران صليبا بالسريانية فحيا نضال الكاتب والشاعر ومعلم اللغة المقدسة وشكر الرابطة على تكريمها.
ثم القى رئيس الرابطة حبيب افرام كلمة جاء فيها:
من سخريات القدر اننا نكرّم عاشقاً للغة السريانية ونتكلم العربية لنتفاهم! كل شعب، لا قيم له لا مبادىء، هو عرضة للذوبان!
كل شعب لا يقدِّر من يُعطي، من يهب ذاته لقضية، في السياسة في الايمان في اللغة، في البذل، محكوم بالهزيمة! لا مجد ولا جاه ولا منصب ولا مال يوازي أن يرتاح ضميرُكَ. أنَّك وهبتَ عمرَكَ لأمتِكَ، لأهلكَ، خففت أوجاعهم، عززت شأنهم، داويت جراحهم، سعيت لحقوقهم. خاصة في أوطان، حقوق كل انسان فيها وكل جماعة، لا تؤخذ إلا بالقوة!
هكذا نحن، في الرابطة السريانية، نتشرف اليوم أن يكِّرمَنا الملفونو شاهان بأن يكون بيننا، بسنواته وحكمته ومحبته وتفانيه، هولنا رمزٌقبل كل الالقاب الفارغة، قبل كل من يتنكر لشعبه أو لا يهتم أو يهزأ أو يتنصّل. هو مع ضمة من رفاق، عصبٌ لنا في مقاومتنا حتّى تستمر لغتنا المقدّسة، في زمن العولمة حيث تكاد العربية أو حتى الفرنسية تخشى على نفسها، لنبقى لوناً محبباً في تنوع الشرق، إرثاً ثقافياً اجتماعياً نشرناه أسماء أوطان وقرى ومدن وأنهر وينابيع ولغة محكية لبنانية، لكن مع الأسف، لا من يقدِّر، حتّى مطالبتنا وإصرارنا على أن تكون اللغة السريانية لغة وطنية لم تلق الآذان الصاغية بعد، وحتّى أن اقتراحنا تعميم اللغة في المدارس الكاثوليكية – ولو ساعة في الاسبوع – لم يمرّ بحجة أن لا وقت في البرامج.
فعسى القيادات المارونية وعلى رأسها فخامة الرئيس العماد ميشال عون المسيحي المشرقي يبشّرنا بقرار الاعتراف بلغتنا لغة وطنية، و عسى البطريرك الماروني مار بشارة الراعي يعيد النظر في تعليم السريانية في مدارسه.
أما شاهان، هومثل من غاب ونذكره أخاً ورفيقاً هو الملفونو روبير كبريال ومثل كبار من الزمن الماضي مثل فولوس كبريال وابروهوم نورو ويوحانون سلمان وبعضهم بيننا أطال الله بأعمارهم مثل كابي كورية، وطبعاً المطران العلاّمة جورج صليبا فهو شُعلة مضيئة آملاً أن يحمل الجديد وهج هذا التراث. الجيل إنه تحدّ مذهل للكنيسة وللمؤسسات. إنها مسؤولية خطيرة، فهلْ نحنْ ” قدها”.
مستحقٌ أنتَ ملفونو،
شكرا على كل ثانية صرفتها فرحاً لمجد اللغة والسريان.
ومنح أفرام درع الرابطة الى المكرَّم، عربون محبة ووفاء.
وجرى نقاش وحوار معمَّق حول وضع اللغة السريانية وطرق دعمها.
المصدر: elnashra.com