احتفل بطريرك السريان الكاثوليك مارإغناطيوس يوسف الثالث يونان بالقداس الإلهي يوم الأحد في مقر البطريركية السريانية الكاثوليكية في روما، بحضور عدد من المصلين.
حدثنا البطريرك يونان عن أعمال سينودس الأساقفة حول العائلة، وعن حضور مشاكل العائلات في المشرق وتطلعاته، واخر التطورات في المنطقة.
حبذا لو تخبرنا إن حول حضور الشرق الأوسط في سينودس العائلة وما أبرز التحديات التي تواجه العائلات في الشرق؟
كما تعلم فموضوع السينودس لهذا العام هو العائلة: دعوتها ورسالتها. وعندما نتكلم عن العائلة فإننا نعني العائلة المسيحية في العالم كله، و لذلك فمن الطبيعي أن نأتي على ذكر المشاكل و المخاطر التي تحيط بعائلاتنا المسيحية في الشرق الأوسط لاسيما في البلدان التي لا يزال الصراع دائراً فيها وما سببه من أذى و ضياع و تشتت للعائلات. لقد عرضنا هذه الأوضاع في السينودس. وقد طلب البابا فرنسيس صباح يوم الجمعة من آباء الكنيسة أن يصلوا من أجل المسيحيين في الشرق الأوسط خاصة في العراق وسوريا، من أجل العائلات التي تواجه الكثير من أخطار التشتت والضياع والانقسام.
إننا نعاني كثيراً من عمليات الخطف البربرية، إننا نتألم ونتساءل كيف لم تتمكن الدول الكبرى من القضاء على هذه العصابات التي تستغل ضعف الأبرياء وتقوم باختطافهم لمصالحها الشخصية، إما لكسب مادي أو اضطهاداً للأقليات الدينية بما فيها المسيحية.
تتألم الكنيسة لهذا لكنها، وللأسف، غير قادرة حتى الآن على التأثير على القوى الكبرى لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. لا أدري كم أن هؤلاء القادة السياسيين مرتاحين لاستخدامهم السياسة المكيافيلية و المراءاة، فيتكلمون عن دفاعهم عن حقوق الإنسان خاصة الأقليات في الشرق الأوسط لكن دون أن يقدموا أي شيء على أرض الواقع، بل و نرى أن تهجمهم على بعض الأنظمة في الشرق يغذي الحقد في نفوس بعض العصابات الإرهابية و يعطيها المبرر لتستمر في اعتدائها على الأبرياء.
لذلك فقد طلبت من أمين سر الفاتيكان يوم أمس أن يسعى لعقد مؤتمر عالمي من أجل مسيحي الشرق الأوسط يدعى إليه مسؤولون من الولايات المتحدة و أوروبا و الصين و روسيا ليقول لهم أن ما يحدث اليوم لا يجب أن يحدث و أن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط مهدد، فالمسيحية قد ولدت هنا. إن هذه الأرض هي مهد الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلامية، لكن الوجود المسيحي معرض للخطر من هذه القوى الظالمة التي تتمادى في أعمالها المشينة. فالدول صاحبة القرار لا تفعل شيئاً سوى الادعاء بأنها ستحاربهم، لكن هذا يبقى كلاماً غير مقترن بأفعال. فطلبنا من الكرسي الرسولي أن يدعو إلى هذا الاجتماع ليفهم العالم بأن المسيحيين في الشرق معرضون لخطر الإبادة والزوال.
– حصل التباس حول تصريح الكنيسة الروسية بالنسبة للتدخل الروسي في سوريا فقد اعتبروه حرباً مقدسة، فكيف ترون سيادتكم هذا التدخل وما هي آمالكم؟
يريد الغرب أن يشعر المسيحيين بالذنب من ما جرى في الماضي و لا يريد أن يسمع شيئاً حول ما يسمى الحرب المقدسة. الحرب المقدسة تعني بأن على العالم أجمعه أن يقتنع بأنها حرب مصيرية لأن الجهاديين يخطفون و يقتلون. لكني بحسب ما قرأت بأنه لا يقصد أن هذه الحرب هي حرب المسيحيين ضد الإسلام، بل قصد بأن هذه الحرب يجب أن تكون حرباً جدية باسم الحق والعدالة ضد هؤلاء الذين يعيثون بالأرض فساداً. وأقول بأن روسيا اليوم و بحسب فهمها للقيم المسيحية لا تخاف من أن تعلن وقوفها إلى جانب المسيحيين في الشرق الأوسط. فالمسيحيون مظلومون، فنحن لا نسعى وراء السلطة و لا نسعى للانتقام من أحد و لم نجند ميليشيات للقتال، لكن يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا، فإن لم تدافع عنا الدول الكبرى فنحن معرضون للزوال.
روما- وائل صليبي- أليتيا