“الجذور الدينية للصراع السوري: اعادة تشكيل دول الهلال الخصيب” هو العنوان الجديد لمشروع قديم تصوره المؤلف في عام 1998 تحت عنوان “اعادة تشكيل دول الشرق الأدنى”. وكاٍن الدافع وراء المشروع الأولي هو التفكير في السيناريوهات المحتملة التي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار سوريا والعراق إلى دويلات طائفية موازية للانهيار الطائفي في لبنان بعد الحرب الأهلية 1975-1990 وخاصة بعد أن أعطى صعود قناة تلفزيون الجزيرة التي باشرت منذ نشوئها في عام 1997 في عملية ترويج للمعتقدات الدينية والطائفية الشائعة عند عامة الشعب, والتي كانت قد أبعدها من الاعلام الخطاب الرسمي للبعث في سوريا والعراق، وبالتالي أضفت قنات الجزيرة الشرعية الاجتماعية على الخطاب المذهبي على حساب الخطاب القومي العلماني وأصدرت أول الدلائل الى أن المنطقة يمكن أن تتجه لتكرار السيناريو اللبناني.
أدت الآثار المجتمعة للشرعنة الاعلامية للهويات الدينية وتسييسها اللاحق بعد الغزو الأمريكي للعراق، وانتشار المؤسسات الدينية الرسمية و غير الرسمية إلى زيادة إضعاف المؤسسات الوطنية العلمانية والنادرة أصلا ودفعها الى الانحلال. ثم ينتقل الكتاب الى تحليل الظروف الموضوعية التي أدت الى الانفجار السياسي ومن ثم العسكري.
العمل في متناول اليد يهدف إلى توضيح أهمية ودلالة الهوية الدينية والطائفية لشعب سوريا الجغرافية بشكل خاص وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. يستند المؤلف على الروايات التاريخية في المخطوطات السريانية لتوضيح الظروف المرتبطة بتشكيل الطوائف الدينية ويستخدم اسلوب الإثنوغرافية لتفسير المعاني التي ينسبها الناس إلى هوياتهم الطائفية.
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول من أصل عشرة تهم السريان بشكل خاص أو سكان سورية الأصليين بشكل عام في شرحه لأسباب تشرذم السوريون الى طوائف في عهد الاحتلال الروماني و البيزنطي ومن ثم يبحث في ظروف احتكاكهم مع الغزو العربي الاسلامي و من ثم عملية أسلمتهم على مدى القرون.
المؤلف في سطور
مارك خربوطلي توماس ابن زكي من حلب, حي السريان, دكتور في الاقتصاد في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة حيث ألقى فيها أيضا سلسلة محاضرات قبل انفجار الصراع في سوريا بعدة أشهر في مادة أسماها “الهويات الدينية الاقصائية و الصراعات الأهلية في الشرق الأوسط.”