لندن – يفتتح معرض “مصر بعد الفراعنة” في 29 أكتوبر/ تشرين الأوّل ولغاية 7 فبراير/ شباط، في المتحف البريطاني بالعاصمة البريطانية لندن، ويهدف المعرض إلى الكشف عن كيفية انتقال المجتمع المصري من زمن عبادة آلهة الفراعنة إلى مجتمعات بغالبية مسيحية لينتهي بها المطاف بغالبية مسلمة مع وجود عدد من الجاليات اليهودية طوال الوقت.
والجدير بالذكر أنّ المكتبة البريطانية ستقدّم أقدم إنجيل (كتاب مقدّس) في العالم وأحد أثمن الكنوز التي تحويها، إلى المتحف البريطاني خلال فترة المعرض. ويطلق اسم المخطوطة السينائية عليه، ويعتبر من أهمّ الكتب الموجودة في العالم. ويعود تاريخ المخطوطة إلى القرن الرابع الميلادي، وهي مكتوبة بخط اليد باللغة اليونانية، بعد فترة قصيرة من حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير، وتعتبر أقدم مخطوطة كاملة للعهد الجديد.
من جهته، يقول سكوت مكندريك، مسؤول عن المخطوطات الغربية في المكتبة البريطانية، إنّ المخطوطة لم تغادر المبنى سوى مرّة واحدة خلال الحرب العالمية الثانية إلى كهف آمن لحمايتها من التعرّض للتلف. ويكمل أنّ بريطانيا اشترت المخطوطة عام 1933، من حكومة جوزيف ستالين في الاتحاد السوفييتي، لحاجة بلاده للمال آنذاك. في وقت عانت فيه الولايات المتحدة من الكساد الكبير، ما فتح الباب لبريطانيا وحدها لشرائه من دون منافس.
ودعم رامزي ماكدونالد، رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، الصفقة بشكل لافت، كما جمع ما يزيد عن نصف المبلغ الذي وصل إلى مئة ألف باوند، عن طريق الاكتتاب العام. ويعتقد الخبراء اليوم أنّ كتبة أربعة عملوا على المخطوطة، التي اعتمدت نموذجاً لجميع الكتب المسيحية المقدّسة. وباتت منذ عام 2009 مرجعاً موجوداً على الإنترنت متاح للجميع، حيث تعاونت أربع مؤسّسات لتحقيق ذلك الهدف: المكتبة البريطانية، ودير سانت كاترين في جبل سيناء ومكتبة جامعة لايبزيغ والمكتبة الوطنية في روسيا، سان بطرسبورغ.
وسيُعرض في المتحف البريطاني إلى جانب أقدم كتاب مقدّس في العالم، كتابان أو نصان أساسيان يعودان للديانتين الإسلامية واليهودية. وجود تلك الكتب الدينية، سيشكّل جزءاً من المعرض الذي يكشف عن 1200 عام من الديانات التي تتالت بعد انقضاء زمن الفراعنة في مصر. كما يعرض المتحف البريطاني أدلّة تثبت كيف عاش أشخاص من ديانات مختلفة في وئام وألفة، ومنها مستند عن راهبتين أجّرتا جزءاً من منزلهما إلى رجل يهودي، وغيرها من البراهين التي تثبت تعايش الديانات الثلاث من دون خلافات تذكر.
كاتيا يوسف، العربي الجديد