دوّى صوت المسيحيين العرب في الولايات المتحدة الأميركية، صارخاً أوقفوا داعش ونددوا بأعمال العنف التي طالت المسيحيين وغير المسيحيين وخاصّة في العراق وسوريا.هذا الصوت ارتفع في مؤتمر ال “CAMECT “(المنظمة الكاثوليكية لمجموعة الكنائس الشرقية في أميركا) وقد أقيم المؤتمر في مدينة ساوثفيلد في ديترويت ولاية مشيغين.وكان من تنظيم ال CAMECT بالتعاون مع محطة نورسات اللبنانية وجمعية IDC التي تعنى بالدفاع عن مسيحيي الشرق.
[ads1]
استضافت الكنيسة الكلدانية ممثلة براعيها المطران فرنسيس قلاّبات المؤتمر.وأهمّ ماجاء في المؤتمر في بيانه الصادر مطالبة المرجعيات والحكومات والدول بايقاف داعش ومحاربة الارهاب والتعويض على العائلات المنكوبة والمهجّرة.واستضاف المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين العديد من الخبراء والأخصائين في دراسة نتائج المجازر والإبادات ودراسة الجوانب الانسانية والحقوقية لها.
فحاضر الدكتور غريغوري ستانتون وهومؤسس منظّمة “”Genocide Watchعن الجوانب القانونية للمجازر والابادات ووصف أنّ مايجري اليوم على يد داعش, هومجزرة حقيقية ويجب أن يطالب أصحاب الحق بالتعويضات اللازمة وان مايجري اليوم في الشرق الأوسط على يد داعش لايقلّ جريمةً عن مجازر الهولوكوست والابادة الأرمنية وغيرها من المجازر.وأضاف أنّه يجب محاكمة تلك الجماعات بحسب القوانين الدولية والتعويض على المتضرّرين.
رئيس مجلس ادارة نورسات مدير عام تيلي لوميار السيّد جاك الكلاّسي شارك في هذا المؤتمر بمداخلةٍ تحدّث فيها عن تاريخ المسيحيية في الشرق وعن أعداد المسيحيين التي تناقصت وتقلّصت في كل دول الشرق الأوسط وباتوا لا يشكّلون الاّ نسبةً ضئيلة من سكّان المنطقة.
وأشار الى خطورة افراغ الشرق من المسيحيين الذين يتعرّضون الى شتىّ أنواع الاضطهاد والعنف والارهاب والقتل ممّا دفعهم الى الهجرة التي ليست أفضل حالاً من حالة من بقوا في أرضهم, وطالب ايقاف الأصوليات المدعومة من الحكومات ووسائل الاعلام وفي طليعتها داعش التي استباحت كل القيم الدينية والانسانية وأعمالها لايقبل بها أي دين أو أي منطق.كما وتطرّق الى الدور السلبي لوسائل الاعلام التي تنشر العنف وتلعب دور أساسي في تأجيجه والتحريض على الارهاب وطالبها بلعب الدور الايجابي فهي من يوقد الحرب ومن يوقفها.وتوجّه الى الغرب قائلاً: ” لا تخافوا على المسيحييّن ان تركوا الشرق, بل خافوا على الشرق ان تركه المسيحييّون”. فما طال دول الشرق الأوسط من ارهاب سوف يطال العالم بأجمعه.
واعتبر أنّ ليس هناك أيّ بقعةٍ في العالم لم يطالها الارهاب مشيراً بالصور والاحصاءات الى كلّ أعمال العنف التي طالت العواصم الأوروبيّة والعالميّة.
وبحسب كلاسي أن وسائل الإعلام هي لاعب أساسي في هذا المجال فهي من يحرك الحرب وهي من يوقفها. تطرق المؤتمر إلى عمل المنظمات والمؤسسات التي تعنى بأوضاع المهجرين والمهاجرين من الشرق .وعن أهمية دعم العائلات وتبنيها، فتحدّث السيد باسل بقّال رئيس جمعية ARF (Adopt -A-RefugeeFamily) وهي الجمعية التي تهتم بالتوأمة بين عائلات اميركية وعائلات عراقية وافدة كما وتحدّث عن نسبة المسيحين العراقيين الماهجرين الى الولايات المتحدّة والتي باتت تشكل 25 % من نسبة المسيحيين في العراق.
الناحية الطبية والصحيّة لمسيحيي العراق تحدّث عنها الدكتور موسيب غابي رئيس جمعية الإغاثة الطبيّىة واعانة مسيحيي العراق MERCI فتحدّث عن المستوصفات وغرف الطوارىء التي افتتحت في مراكز اللاجئين المسيحيين في العراق بعد نزوحهم من بيوتهم.
الناحية التاريخية والعلاقة بين الإسلام والمسيحية في الشرق تحدّث عنها الدكتور ادمون غريب الاستاذ المحاضر في جامعة واشنطن DC كما وتطرّق الى دور المسيحيين في النهضة العربية في مختلف المجالات .
وختم اليوم الاول بحلقة حوار ضمّت الاساقفة غريغوري منصور، فرنسيس قلّابات ورئيس مجلس ادارة نورسات السيّد جاك الكلاّسي والمدير التنفيذي لنورسات ريمون ناضر, وتضمنت خلاصة اعمال المؤتمر.
وكان بطريرك الكلدان مار لويس ساكو قد أرسل رسالة مسجلة إلى المؤتمرين، شرح فيها أوضاع المسيحيين في العراق.المؤتمر الذي بدأ بقدّاس احتفل فيه أساقفة أميركا المطران غريغوري منصور، عبدالله زيدان وفرنسيس قلابات وتجدرالإشارة أن القربان قد صمد طيلة النهار ورافقته الصلوات على نيّة إنجاح المؤتمر، وعلى نية مسيحيي الشرق الأوسط, وانتهى المؤتمر بقدّاس احتفل به في كاتدرائية والدة الاله الكلدانية في ساوثفيلد .
وتسعى الـCAMECT من خلال اعمالها ومؤتمراتها لبناء جسور التواصل بين الحضارتين المسيحية والاسلامية لترسيخ العلاقة الانسانية بينهما وللحفاظ على المسيحيين في الشرق ، والحفاظ على حضارة ولدت وتأصلت وتجذّرت في الشرق منذ آلاف السنين.
زينت