أدرجت لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ’اليونيسكو‘، موقع معمودية السيد المسيح ’المغطس‘ في الأردن، على لائحة التراث العالمي، وذلك خلال دورتها الحالية التاسعة والثلاثين، المنعقدة حالياً في مدينة بون الألمانية.
ويقع موقع المغطس، أو ’بيت عنيا عبر الأردن‘ كما جاء في إنجيل القديس يوحنا، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، على بعد 9كم شمال البحر الميت، حيث كان يوحنا المعمدان يدعو إلى التوبة ويعمد فيه، بما في ذلك اعتماد السيد المسيح، كما يدل على ذلك كتابات المؤرخين البيزنطيين ومؤرخي العصور الوسطى، وكذلك الحفريات الأثرية.
ويحتضن موقع المعمودية منطقتين مميزتين: أولها تل الخرار، المعروف بتلة مار الياس أو النبي إيليا، حيث انتقل من إلى السماء بمركبة نارية، كما جاء في الكتاب المقدس، من هذه المنطقة. وثانياً منطقة كنائس يوحنا المعمدان، قرب نهر الأردن المقدّس. ويتميز المكان بالكنائس والأديرة والكهوف والبرك المائية الرومانية والبيزنطية والتي استخدمها النساك آنذاك لمنح المعمودية.
وقد أعيد افتتاح الموقع للحجاج في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. ونظراً لاعتماد معظم الكنائس المسيحية في العالم لموقع المغطس كموقع عماد السيد المسيح، وافق الأردن منذ مطلع القرن الحادي والعشرين على طلب هذه الكنائس (الروم الأرثوذكس، اللاتين، الأقباط، الكنيسة الروسية، اللوثرية، الأرمنية، السريان، المارونية، الأحباش، الروم الكاثوليك والكنيسة الأنجليكانية) لبناء كنائس وبيوت حج لهم في المكان.
وقد حظي موقع معمودية السيد المسيح على زيارات عديدة من قبل شخصيات هامة، دينية ومدنية، حول العالم، أبرزها أربع زيارات بابوية خلال أقل من نصف قرن: البابا بولس السادس عام 1964، البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، البابا بندكتس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس عام 2014، وذلك في مستهل زياراتهم الرسولية إلى الأراضي المقدسة.
وكان الفاتيكان قد اعتمد موقع المغطس ضمن أماكن الحج المسيحي المعتمدة في الأردن عام 2000، إلى جانب جبل نيبو، حيث رأى النبي موسى من عليه الأرض المقدسة؛ جبل مكاور، مكان قطع رأس يوحنا المعمدان؛ كنيسة سيدة الجبل في بلدة عنجرة، والتي بحسب التقاليد مرّ السيد المسيح وأمه في تلك البلدة وارتاحا في مغارة في جبال عجلون؛ وموقع مار الياس، مسقط رأس نبي العهد القديم إيليا.
أبونا