الولادة: –
الوفاة: –
نال شهرة فائقة في الشرق والغرب، تحتفل الكنيسة القبطية بعيده في 17 برمهات، والكنيسة اليونانية والغربية في 3 فبراير. يحسبه الغرب شفيعاً للذين يمشطون صوف الغنم، وأيضاً لشفاء الماشية، كما لمرضى الحنجرة. ولد بلاسي Blasie أو بلاسيوس Blasius في سبسطية من أعمال أرمينيا، من عائلة شريفة غنية.
نشأ في حياة تقوية مملوءة حكمة وطهارة، لذا أُختير أسقفاً على المدينة وهو شاب صغير السن. لا نعرف شيئاً عن عمله الأسقفي الرعوي، لكن قلبه كان يلتهب نحو حياة السكون، فاختفى فجأة منطلقاً إلى أحد الجبال ليعيش في مغارة وسط الطبيعة القاسية.
صديق الوحوش
إذ عاش في طهارة القلب والجسد أعطاه الرب نعمة، فصارت الوحوش المفترسة في الجبل تستأنس به، بل وكثيراً ما كانت تراه فتنتظره حتى يتمم صلواته لتقف بجواره وتقدم المرضى منها فيشفيها برقة عجيبة، وكأن بلاسيوس صار يمارس حياة آدم الأولى في جنة عدن حيث لم تكن هناك خليقة ما تثور ضده، بل الكل يخضع له في الرب.
مع صيادي أغريكولاس
في عام 315م أرسل ليسينيوس Licinius والياً على كبادوكية وأرمينيا يُدعى أغريكولاس Agricolaus؛ جاء إلى البلاد كذئبٍ لا عمل له سوى افتراس قطيع المسيح. أرسل إلى الجبال جماعة من الصيادين يقتنصون الوحوش المفترسة لاستخدامها في المسارح لتقديم المسيحيين طعاماً لها. كانت المفاجأة أنهم رأوا بعض الوحوش المفترسة تلاطف إنساناً في الجبل، وإذ تعرفوا عليه أدركوا أنه أسقف سبسطية محب السكون.
انطلقوا إلى الوالي يخبرونه بما رأوا فتعجب وظن أن الكثير من المسيحيين يعيشون هناك، فرّد الصيادين للبحث عنهم، وإذ لم يجدوا أحداً سوى الأسقف قبضوا عليه واقتادوه إلى الوالي. أما هو فقابلهم بالرحب والبشاشة، قائلاً لهم: “أهلاً بكم، فقد طال انتظاري لمجيئكم، امضوا بي إلى حيث يُسفك دمي لأجل يسوع المسيح، فقد تراءى لي إلهي اليوم ثلاث مرات، وقد قبل أن أقدم له حياتي ذبيحة”. سار به الصيادون نحو المدينة فانتشر الخبر بسرعة أن الأسقف ساكن البرية الذي تستأنس به الوحوش قد جاء، فخرجت القرى المحيطة تستقبله وأيضاً أهل المدينة، من مسيحيين ووثنيين. في الطريق عند حافة قرية رأى القديس سيدة فقيرة تبكي لأن ذئباً خطف خنزيرها، فأمر القديس بلاسيوس الذئب أن يقف ويترك الخنزير فأطاع. التقت به سيدة أيضاً تتوسل إليه من أجل ابنها الذي ابتلع شوكة سمكة وقفت في حنجرته، فصلى عليه وبريء الطفل، لهذا صار شفيعاً لمرضى الحنجرة في أعين الكثيرين في القرون السابقة. هكذا كان الله يعمل به كثيراً في الطريق إلى المدينة فاستقبله الوالي بحفاوة عظيمة. وإذ تمسك القديس بمسيحه تعرض للجلد والضرب بالعصي بعنفٍ شديدٍ، وصاروا يكررون الأمر يومياً، ثم أُلقيّ في سجنٍ مظلمٍ، فقدمت له السيدة التي شُفي خنزيرها سراجاً. أُرسل إلى ليسينيوس الذي مزق جسده بأسنان حديدية، ثم قطع رأسه.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت