الولادة: 311
الوفاة: 380
مصادر سيرته
هو مُبَشِّر الغوصيين في القرن الرابع الميلادي. وحتى وقت قريب كان الاعتماد على معرفة سيرته مبني على معلومات مؤرخي القرن الخامس للكنيسة، إلى أن اكتُشِفت سنة 1840م مخطوطة في متحف اللوفر Louvre، كتبها أحد تلاميذه واسمه أوكزنتيوس Auxentius، وكان أسقفاً أريوسياً لسيليستريا Silistria، وبالتالي كان شاهد عيان لسيرة الأسقف يولفيلاس.
سيامته أسقفاً
من هذين المصدرين نعرف أن يولفيلاس ولد حوالي سنة 311م، وأنه رُسِم أسقفاً وهو في الثلاثين من عمره غالباً على يد يوسابيوس النيقوميدي Eusebius of Nicomedia، وذلك أثناء المجمع الذي انعقد في إنطاكية سنة 341م. وفي سنة 380م ذهب إلى القسطنطينية، حيث توفي هناك في نفس السنة أو أوائل سنة 381م.
ظروف حياة يولفيلاس تثير التساؤل حول نشأة المسيحية الألمانية. يقول فيلوستورجيوس Philostorgius أنه في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي أثناء حكم فالريان Valerian وغاللينوس Gallienus، قام الألمان من شمال نهر الدانوب بغزو مناطقة مويسيا Moesia الرومانية ودمَّروها وخرَّبوها حتى حدود البحر الأسود، كما عبروا إلى آسيا وخرَّبوا كبادوكيا وغلاطية. ومن هناك قاموا بأسر أعداد كبيرة من شعوب تلك المناطق ومن بينهم العديد من المسيحيين ومن رجال الإكليروس.
نتيجة لاختلاط الأسرى البرابرة بالمسيحيين الغيورين تحوَّل الكثير منهم إلى الإيمان المسيحي. وكان من بين هؤلاء الأسرى أسلاف يولفيلاس نفسه الذين كانوا منحدرين من كبادوكيا من قرية تدعى ساداجولثينا Sadagolthina بالقرب من مدينة بارناسوس Parnassus. أحضر الألمان معهم المسيحيين الأسرى ووطَّنوهم في داسيا Dacia، وكان يولفيلاس أحد الأطفال الأسرى وقد تدرّب على المبادئ المسيحية. ويقول سقراط أنه تتلمذ للأسقف ثيؤفيلس، وكان في البداية قارئاً في الكنيسة، ثم أرسله ملك الألمان حوالي سنة 340م إلى القسطنطينية كمبعوث لمقابلة الإمبراطور، وهناك رُسِم أسقفاً. بعد ذلك عاد إلى داسيا حيث خدم مدة سبع سنوات إلى أن ارتحل إلى مويسيا بسبب الاضطهاد الذي كان في الغالب بين السنوات 347،350م.
كتاباته
أصدر يولفيلاس في تلك الفترة أعظم أعماله الأدبية، حيث قام بترجمة كل أسفار الكتاب المقدس، ماعدا أسفار الملوك التي حذفها لأنها تصف حملات عسكرية، ولأن الألمان كانوا مغرمين بالحرب، فقد كانوا محتاجين لضبط ميولهم العسكرية. في مجمع القسطنطينية بعد ذلك نسمع عن يولفيلاس في مجمع القسطنطينية الذي انعقد سنة 360م، حين انتصر رأي أتباع أكاكيوس Acacius، وكتبوا قانون إيمان متوسط بين الرأيين الأرثوذكسي والأريوسي.
أما عن حياته بعد ذلك، فيقول سوزومين أن يولفيلاس والمسيحيين اُضطهدوا بيد أثاناريك Athanaric وذلك في السنوات بين 372 و375م. ويبدو أن الأريوسية انتشرت في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي في المناطق حول نهر الدانوب، وكان فالنس Valens ويورساكيوس Ursacius اللذان عاشا في تلك المنطقة هما رائدا الأريوسية في الغرب التي انتشرت جداً. في ظل ذلك نستطيع أن نفهم لماذا اتَّبع الألمان الأريوسية، إذ كانوا في بداية إيمانهم بالمسيحية. ترتبط شهرة يولفيلاس أساساً بترجمته الكتاب المقدس للُّغة الألمانية، التي تعتبر من أعظم الآثار الباقية لتلك اللُّغة، ومازالت بعض الأجزاء من تلك الترجمة موجودة للآن ومنشورة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت