في مقابل الصرامة التي تلتزم بها الكنيسة القبطية في كل ممارساتها الروحية بما فيها الصوم، يجد الإنسان تساهلاً كاملاً يصل إلى حد الرفض عند البروتستانت، والتراوح بين الصوم وعدمه عند الكاثوليك، فإذا تناول البحث بقية الكنائس التقليدية ممن يشتركون في الإيمان والعقيدة، ومن لا يشتركون، يجد المؤلف أنّ هذه الكنائس أصدرت قراراتها المختلفة بالتعديل، أو التخفيف، أو الإلغاء بالنسبة لهذه الأصوام، ويجد المرء نفسه في حيرة يتساءل: عما إذا كان يسمى هذا تطوراً، أو تجديداً، أو استحداثاً للقواعد في هذا الأمر؟ وإذا ما نظرنا إلى الكنيسة القبطية في ثباتها على التقاليد، وتمسّكها بتراثها الذي تعتزّ به، فهل يُرى ذلك رجعية وجموداً، أم أنّه ميزة من ميزات الكنيسة القبطية، أم أنه يمكن مراجعته في بعض الزوايا، أم لا يجوز التعرض له؟ يتحدث كتاب أصوامنا بين الماضي والحاضر (أصولها الروحية وجذورها التاريخية) عن مفهوم وهدف الصوم في اليهودية، وعن أصوام اليهود. كما يتحدّث عن الصوم في العهد الجديد كتأسيس وغاية، ومفهوم الصوم عند آباء ومعلمي الكنيسة، وعن نوعيات الطعام، وعن أصوام الكنيسة القبطية وأصوام الكنائس الأخرى وقوانين الصوم. الكتاب من تأليف القس كيرلس كيرلس (راعي كنيسة مار جرجس بخمارويه) وتقديم الأنبا أثناسيوس (مطران بني سويف والبهنسا). الكتاب من منشورات اللجنة الثقافية بالكنيسة المذكورة.