قد يتساءل البعض هل يمكن لله أن يتألم؟ وهل يُعقل أن ينظر الله إلى معاناة البشر خلائقه بدون أن يضطرب قلبهُ لآلامهم؟ إن إلهنا يتألم لأنّه يحبنا: تلك هي الفكرة الأساس في هذا الكتاب. إن كان الآب نفسه غير منزّهٍ من الألم كما يقول أوريجانس، فكيف نرفض واقع الألم في حياتنا؟ كيف للألوهيّة أن تتعكّر بشوائب الألم، ونحن نبغي حياةً صافيةً لا يعكّرها أيّ حزنٍ؟
اليوم، أكثر ممّا مضى، يُعاني شرقنا الآلام، ونجده يُصلب "حرفيًّا" في بعض الأماكن. لكن، أيقف إلهنا متفرّجاً عاجزاً؟ أم هذه إرادته وعلينا تقبّلها وإطاعتها بشكلٍ أعمى؟ إنّ الأب فرنسوا فاريون اليسوعي يتناول هذا الموضوع الشائك بروحٍ تصوّفيّة، كي ينقلنا إلى مشارف السموّ الروحيّ، حيث نستطيع أن نُلقي نظرةً جديدةً على العالم، بعين الإله الّذي يتألّم معنا، لا بعين الإنسان المغبون بحبّ إلهٍ متعالٍ عن أيّ حدثٍ أرضيّ. نقله إلى العربيّة الأب كميل حشيمه اليسوعيّ. من منشورات دار المشرق بلبنان.