إنّ الألم، كحقيقة واقعة في عالمنا، إنما يواجهنا ويتحدّانا بوابل من التساؤلات المؤرقة، فيأتي سفر أيوب، بإجابة مميّزة عن مشكلة الألم الإنساني، حيث فيه نقابل رجلاً قد أبتُلي أدبياً ومادياً، كما نتقابل مع أصدقائه، الذين بذلوا معه قصارى جهودهم، دون جدوى. كما نجد أنفسنا وجهاً لوجه مع ألغاز تحيّر العقل، وفوق كل هذا، وبسبب كل هذا، نكتشف أنّ أيوب في صراع رهيب مع إيمانه بالله. والمفسر هنا "ديفيد أتكنسون" يقدّم تفسيراً يوضّح قوة وعظمة سفر أيوب، من خلال تطبيقه على حالتنا الإنسانية الراهنة، وربطه باحتياجاتنا الإنسانية الحالية، حيث الألم والمعاناة.
إنّ سفر أيوب يمنح المتألمين نوعاً عجيباً من الراحة الداخلية، النابعة من أنّ إنساناً آخر مثلنا قد اجتاز نفس الآلام. وبالتالي، فالمفسّر جعل من هذا السفر، مرجعاً للخدمة الرعوية، ومساعداً لخدمة المشورة. إنّ كتاب سفر ايوب ليس فقط للألم والمعاناة، بل للشفاء والراحة للألم الذي داخلنا، وللمتألمين من حولنا. ترجمة عزت ذكي و القس نشأت رفعت. مراجعة القس فاروق الديري. المحرر المسؤول ملاك نصر. الكتاب من سلسلة "تفسير الكتاب المقدس يتحدث اليوم"، ومن منشورات دار النشر الأسقفية.