يتعرض الكتاب في عرضه على أنّ صورة يسوع المسيح في الفن البيزنطي ليست اعتباطية ولا نزوة فنية، بل إنّ جميع أجزائها وموضوعاتها تخضع لقوانين في غاية الصرامة، وتحمل في طياتها رسالة خلاصية. فإذا كان شكل المباني والأشخاص، وخصوصاً شكل المسيح، خارجاً عن المألوف، فسببه هو أنّ الأيقونة كتاب لاهوت، وقوانين رسمها ترتكز على أسس عقائدية من صلب إيمان الكنيسة. ولعلّ الخلافات والجدالات حول كل تغيير فيها خير دليل على ذلك. لكن القوانين والشروط المحدّدة لسيماء الوجه وأبعاد الجسم لم تمنع الفنانين من الإبداع، ولكنها وجّهت عقولهم وريشهم نحو التعبير عن إيمان الكنيسة بالصور. فجميع صور المسيح في الأيقونات التي نشاهدها، والتي نحسبها للوهلة الأولى ذات نمط واحد، هي تعبير عن خبرات روحية وإيمانية، وعن علاقة شخصية بالمخلص، وعن حس عميق لسمات الجمال الحقيقي، ولحاجة المؤمنين إلى رؤية البشرى. كتاب صورة المسيح في الفن البيزنطي من تأليف الأب سامي حلاق اليسوعي، ومن موسوعة "المعرفة المسيحية - قضايا"، ومن منشورات دار المشرق ببيروت. طُبع هذا الكتيب بمساهمة عائلة جرجي نعمة الله عقاد. تصميم الغلاف جان قرطباوي.