انطلق المؤلف الأب صميم يوسف باليوس في الفصل الأول من كتاب الانسان وسره الخلاق بتعريف خاص لخطاب الخلاقية، شمل الفعل الخلاق كأول فعل وجودي قدّم الحياة للكون، مروراً بشخصية الخلاق، والشواهد المعاصرة على هذا الخطاب، مستفيضاً ومستلهماً برائد الخلاقية يسوع المسيح.
وسمى الفصل الثاني (الاستعداد للنزال) آخذاً بنظر الاعتبار الأبعاد الخلاقة للخطاب الإبداعي وشاعرية كلام يسوع في تركيزه على المعنى لا الحرف، على الأنسنة الخلاقة وليس على المنطق الجامد.
أما الفصل الثالث (الفعل والفعالية)، فقد ارتكز على تبيان الفرق الجوهري بين الفعل والفعالية، مستبيناً الخطر الحاصل في ممارستنا للفعالية، وابتعادنا عن الفعل الخلاق. وفي الفصل الرابع (آليات التحقيق) التي تجعل الهجوم قوياً في النزال، منطلقاً من إدراك الواقع والاسترخاء والفهم الحقيقي، بكونها أفعال خلاقة تحتاج إلى تسليط ضوء التأمل عليها واستيعابها.
وقد حمل الفصل الخامس (جدليات الحياة) الإمكانيات الإبداعية التي تنقصنا في التمييز بين الجوهري والمبتذل، بين أن ننمو لنموت أم ننمو في العمق، أن نكون وليس أن نصبح، أن نشعر بالوجود وليس أن نمتلكه.
والفصل السادس (التناغم مع الطبيعة). وفي الفصل السابع (موانع الخلاقية) مع ذكر خمسة تأملات كتابية تخص العقل المبرمج وسلبيته في حياتنا. وختاماً في الفصل الأخير (الخلاقية الروحية) الذي يضم في جعبته تفسيراً للفرق بين العلاقة الوجودية وبين العلاقة الخلاصية بالله. ويتجلى مسك الختام في موضوع كيانات الإنسان (الوجودية والروحية والأخلاقية) وما يهددها بشكل مطلق ونسبي في الحياة.