يحتل المزمور الكبير (هو المزمور المائة والثامن عشر بحسب التقليد اليوناني اللاتيني، والمزمور المائة والتاسع عشر بحسب التقليد اليهودي) مكانة ليست بقليلة بين كافة المزامير، فمن حيث الحجم، هو أكبرها على الإطلاق. أما من حيث البنية البلاغية للمزمور، فهي بنية أدبية أصيلة. والحقيقة أن تمايز هذا المزمور عن غيره من المزامير لا يُعزى فقط لتمايزه بالنسبة لعوامل الطول والحجم والتكوين والصياغة الأدبية المبنية على المهارة الكتابية، إنما أنّ تمايزه أيضاً يُعزى لعدم وجود أية علاقة بينه وبين المناسبات الخاصة بالأمّة اليهودية، بل عُدّ بمثابة التمجيد المباشر لوصية الله بما يُعبّر ويؤكد سموها وفائدتها من ناحية وأهمية التلذّذ بها من ناحية أخرى. يلقي كتاب المزمور الكبير الأضواء على المعاني اللغوية المختفية وراء الكلمات اليونانية المستخدمة بالمزمور الكبير مع مقارنتها بالنص القبطي وبالنصوص الإنجليزية، إعداد الراهب مكاري الأنبا مكاريوس وتحت إشراف الأنبا إسطفانوس (أسقف ببا والفشن وسمسطا).