الذبيحة في تعريفها القديم هي كل ما يُذبح أو يُضحّى به كتقدمة أو قربان للإله. وقد يكون ذلك من أجل تأسيس علاقة أو عقد ميثاق مع الإله، أو لاستعادة هذه العلاقة، أو الحفاظ عليها، أو لتذكار تأسيسها، أو لاسترضاء وجه الإله، أو لتقديم الشكر له، أو للتعبير عن التوبة وطلب الغفران منه. والذبائح عمل عبادة مُصاحب لكل الديانات منذ العصور البدائية القديمة، بل هي أهم طقوس العبادة لهذه الديانات، إذ كانت تُعتبر الوسيلة الوحيدة للتقرب إلى الإله. وكانت هذه الذبائح من الحيوانات أو الطيور أو الذبائح البشرية عند بعض الشعوب السامية والإغريق والرومان. وكان هذا التعليم لتقديم الذبائح شفهياً توارثه الأبناء عن الآباء بالتقليد، ثم رسم الله له تفصيلاً دقيقاً لطقس تقديم الذبائح ضمّنه كل الأوجه المتعددة التي للذبيحة الواحدة على الصليب، إلى أن جاء ملء الزمان وأرسل الله ابنه مولوداً من العذراء لتفرح البشرية كلها بمجيء الذبيحة المخلّصة من الموت، المنقذة من الهلاك، المتمّمة للناموس، المظهرة لمحبته. عن هذه الذبائح يتكلم كتاب الذبائح. إعداد الراهب القمص مرقوريوس الأنبا بيشوي. الكتاب من سلسلة "دراسات لاهوتية في العهد القديم".