الولادة: –
الوفاة: 1171
نشأته
وُلد هذا النابغة والعلامة الفريد في عصره يعقوب بن صليبا في ملاطيا بأرمينيا، وترهب بدير مار برسوم القريب من بلده.
سيامته أسقفاً
إذ ظهرت مواهب علمه وتقواه اختاره البطريرك الأنطاكي أثناسيوس أسقفاً على مرعش Maras باسم “ديوناسيوس بن صليبا” سنة 1154م. وفي نفس العام عقد البطريرك مجمعاً في دير مار برسوم وألحق منبج Mabbug إلى أسقفية مرعش. كانت هذه الإيبارشية مملوءة بالاضطرابات التي انتهت بسجن الأسقف بواسطة الأرمن الذين يشاركونه عقيدته. شاهد الأسقف المعارك بين الصليبيين والعرب للسيطرة على الرُها وبقية شمال الميصة (ما بين النهرين).
هرب من الأرمن وانعزل في دير كالستورا Kalistura، ومن هناك ذهب إلى Melitene. وفي عام 1166 نقله البطريرك ميخائيل الكبير إلى أسقفية أمد إلى يوم نياحته سنة 1171.
مؤلفاته
كان أشهر أساقفة زمانه علماً وفضلاً، فبالرغم من الاضطرابات والمتاعب الشديدة التي أحاطت به وضع مؤلفات عدة:
كتب تعليقات على اللاهوتين الأولين، لم يبق منها سوى “القرون” أو “فصل غنوسي” لأوغريس البنطي
اهتم بالليتورجيا، فوضع شرحاً للقداس الإلهي، وتفسيراً يحوى تاريخ التسابيح وتجميعاً لها.
كتب تعليقاً على أرسطو وبورفيري الذي كرّس كل طاقاته لمهاجمة الكتاب المقدس والمسيحية.
كان مجادلاً، فوضع مقالات ضد اليهود والأرمن والمسلمين والنساطرة.
اهتم بالجانب الإيجابي البنّاء لاهوتياً، فكتب في “علم اللاهوت”. عالج هذا العمل الضخم مواضيع الثالوث القدوس والتجسد والخلائق الروحية والعاقلة.
كتب عن الأسرار، خاصة الميرون ودرجات الكهنوت والاعتراف والتوبة. كتب ثلاثة نصوص للقداس الإلهي، فاتحة الأول “اللهم يا من ارتضى بالمحبة” والثاني “أعطنا حباً واتفاقاً وأمناً كاملاً”، والثالث “أيها الرب الإله الذي هو الحب الحقيقي الكامل”.
له ثلاث صلوات تستخدمها الكنيسة السريانية تتلى إحداها في خميس العهد، والأخرى يوم سبت النور، والثالثة في القداس السنوي وهى عبارة عن قسمة خاصة بالتجسد الإلهي، تُرجمت إلى القبطية فالعربية، تستخدمها الكنيسة القبطية خاصة في عيد القيامة والخماسين المقدسة وهى تبدأ: “هكذا تألم كلمة الله بالجسد”.
كتب مجلداً ضخماً عن “العناية الإلهية” ضد فلسفة يوحنا أسقف Mardin الخاصة والمصيرية بسبب دين ديوناسيوس.
وضع تفسيراً لقانون الإيمان النيقوي لكنه لم يكمل.
لعل من أهم أعماله تفاسيره للكتاب المقدس. فيعتبر من أضخم تفاسير الكتاب المقدس كله، وهو من القلائل في غرب سوريا الذين ساهموا في هذا المجال. اعتمد في تفاسيره على القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس كيرلس وموسى بركيفا (ابن الحجر) ويوحنا أسقف دارا. نشرت أجزاء من تفاسيره وهى الأناجيل والرؤيا وجزء من تفسير سفر الجامعة، والآن تُعدّ النشر طبعة هامة لتفسير التكوين.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت