الولادة: –
الوفاة: 371
نشأته
من خلال مدح القديس زينون للقديس أركاديوس Arcadius الشهيد الموريتاني Mauretanian يظهر أن القديس ولد بأفريقيا، ومن خلال كتاباته اللاتينية الممتازة واقتباساته المأخوذة من فيرجيل Virgil يتبين لنا أنه تلقى تعليماً عالياً، وقد رُسِم أسقفاً على فيرونا Verona عام 362م.
تطهير كنيسة فيرونا من الوثنية ومن الأريوسية
من بعض كتابات القديس وتعاليمه لرعيته نعلم أنه في كل عام كان يُعمد الكثير من عابدي الأوثان، وأنه قاوم بكل غيرة وشجاعة الأريوسيين الذين ازدادوا جرأة وقوة بسبب الامتيازات التي تمتعوا بها تحت حكم الإمبراطور قنسطنطيوس Constantius.
عندما طهّر كنيسة فيرونا من الوثنية والبدعة الأريوسية بدأت جماعته في الازدياد مما حتّم بناء كاتدرائية كبيرة. وقد توافدت التبرعات من المواطنين الذي كانت محبتهم وكرم عطائهم كبيراً حتى أن بيوتهم كانت مفتوحة دائماً للفقراء الغرباء. وفي نفس الوقت كانت كل احتياجات الفقراء تُلبى على الفور حتى قبل أن يطلبوها.
حبه العجيب للعطاء
كان الأسقف زينون يشجع شعبه على عطائهم مؤكداً لهم أنهم بهذا قد أعدّوا لأنفسهم كنوزاً في السماء. وبعد معركة أدريانوبل Adrianople عام 378م التي هزم فيها البربر فالنس Valens بعد مذبحة عنيفة، أقام البربر الكثير من المعتقلات في المقاطعات المجاورة في الليريقيوم Illyricum وتراقيا Thrace. ويتضح أنه في هذه الأثناء من خلال إحسان ساكني فيرونا الكبير عُتِق الكثير من السجناء من العبودية، والبعض أُنقِذ من موتٍ قاسٍ، والآخر عُتق من العمل الشاق. وإن كان بعض هذه الأحداث قد وقع بعد نياحة القديس زينون، إلا أن بذله للذات الذي كان قد اتسم به أهل المدينة كان نابعاً عن جهاده وقدوته الصالحة. أما عن حياته الخاصة فقد اختار القديس زينون أن يعيش في فقرٍ شديدٍ، وكثيراً ما كان يتكلم عن الإكليروس الذي تلمذهم والكهنة وشركائه في الخدمة الذين كان يخصص لهم العطاء في عيد الفصح. وأشار إلى الرسامات التي كان يقوم بها في موسم الفصح.
اهتمامه بالتائبين والمكرسات
أشار إلى قبول التائبين القادمين في الأسبوع المقدس. وقد ذكر القديس أمبروسيوس العذارى المكرسات الساكنات في بيوتهن في فيرونا واصفاً لبسهن وحياتهن المقدمة للرب عن طريق القديس زينون، وكذلك الذين سكنوا في دير كان القديس هو منشئه ومديره. وكل هذا قبل أن يُنشئ القديس أمبروسيوس أي شيء من هذا المثيل في ميلان.
العماد في فيرونا
وكانت مازالت العادة في فيرونا أن يغطس الجسم كله عند العماد، وكانت المياه تدفأ لهذا الغرض، ولقد كان القديس زينون الكاتب الوحيد الذي أشار إلى عادة إعطاء الميداليات إلى المعمدين الجُدد.
نياحته
أما عن نياحة القديس في سنة 371م، ففي الكثير من السنكسارات يلقب القديس زينون بالشهيد، ولكن القديس أمبروسيوس الذي كان معاصراً له في رسالة موجهة إلى سياجريوس Syagrius الذي خلف القديس يتكلم عن نياحته السعيدة، وفى كتاب خولاجي قديم لفيرونا يكرّم القديس زينون كأحد المعترفين. وربما لمعاصرته لأيام قنسطنطيوس وجوليان وفالنس فإنه قد استحق لقب الشهيد من خلال معاناته أثناء تعذيباتهم حتى وإن لم يمت مستشهداً.
قد وصف الأب غريغوريوس الكبير (البابا الروماني) معجزة شهيرة حدثت بعد نياحة القديس بمائتي عام كتبها نقلاً عن شاهد عيان. ففي عام 598م هدّد نهر أديج Adige بإغراق فيرونا، فتوافد سكان المدينة إلى كنيسة أسقفهم القديس زينون، ولقد ظهر وكأن المياه تحترم المبنى فمع أن المياه وصلت في الخارج إلى مستوى النوافذ إلا أنها لم تدخل إلى داخل الكنيسة، وقد ظل سكان المدينة بداخلها في صلاة لمدة 24 ساعة حتى هدأت المياه مرة أخرى.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت