الولادة: 380
الوفاة: –
نشأته
هو أحد أهم المؤرخين للكنيسة الأولي. وُلد في القسطنطينية ربما في بداية حكم ثيودوسيوس الصغير مع بدء القرن الخامس. يرى البعض أنه وُلد حوالي سنة 379 أو 380م. يخبرنا أنه قد تعلم هناك على يدي هيلاديوس Helladius وأمونيوسAmmonnius، وهما اثنان من معلمي البلاغة والنحو الوثنيين, اللذين هربا من الإسكندرية بعد ما تهدم معبد السيرابيوم وغيره من المعابد الوثنية, وكانا من كهنة الأوثان هناك في عهد البابا ثيؤفيلوس السكندري. وقد قاما بأعمال انتقامية ضد المسيحيين في الإسكندرية.
درس سقراط الخطابة والقانون، وساعد تروليوس Troilus السوفسطائي، ومارس المحاماة، ونال لقب الباحث Scholasticus الخاص بالمحامين.
مبادئه
دافع عن قانون الإيمان النيقوي ضد الأريوسية وغيرها من الهرطقات. وكان يؤمن بالإلهام الإلهي في قرارات المجامع المسكونية. دافع عن العلامة أوريجينوس وهاجم ميثوديوس ويوستاثيوس وأبوليناريوس لأنهم قللوا من شأن أوريجينوس. لم يخجل من الاعتراف بعدم معرفته وعدم قدرته على الإجابة على بعض التساؤلات اللاهوتية تاركًا ذلك لرجال الكهنوت. في نظره كان الأسقف محاطًا بهالة من القداسة, والراهب هو نموذج التقوى والنسك. وإن كان قد انتقد القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس كيرلس الكبير.
تاريخه الكنسي
يذكر سقراط أن دوافعه في كتابته التاريخ الكنسي هو محبته للتاريخ, وتقديره ليوسابيوس القيصري، فأراد تكملة ما قد وضعه, واستجابة لطلب ثيؤدورس Theodorus. ويلاحظ في هذا الكتاب الآتي:
1. إذ نشأ في القسطنطينية انشغل بأحداثها. وكما يقول: “لا عجب أن أكتب بالأكثر عن الأعمال الشهيرة في هذه المدينة، من ناحية لأني شاهدت معظمها بعيني, ومن ناحية أخرى لأنها أكثر شهرة وأظن أكثر أهمية ويجب تذكرها أكثر من غيرها” (فصل 23).
اهتم بالأحداث المعاصرة له ليسجل بدقة ما شاهده بنفسه أو سمعه عن شهود عيان.
2. يري بعض المؤرخين أنه كان من أتباع نوفاتيان الهرطوقي, ودليلهم على ذلك أنه يذكر أسماء الأساقفة النوفاتيين الذين تتابعوا على القسطنطينية وآخرين في أماكن أخرى، وأنه يعرف مشاكلهم وأمورهم الداخلية، ويسجل نقدهم للقديس يوحنا الذهبي الفم. غير أن بعض الدارسين يدافعون عنه معتبرين أن ما سجله إنما هو من الجانب التاريخي الموضوعي. وأنه تناول هرطقات أخرى بنفس الكيفية. فإنه إذ كان علمانياً شعر أنه لا يود أن يحكم في الأمور اللاهوتية.
3. يضم عمله هذا سبعة كتب تؤرخ فترة 133 سنة، أو كما يقول بطريقة تقريبية 140 عاماً. وهي تبدأ بإعلان قسطنطين ملكاً إلى أيامه، من سنة 306 إلى 439م. ينتهي عمله بجلوس الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير على العرش، وهو نفس نهاية عمل المؤرخ سوزومين.
4. يظهر تأثير روفنيوس عليه واضحاً، خاصة في الكتابين الأول والثاني. وعندما تحدث عن القديس أثناسيوس ورسائل بعض الآباء القديسين أدرك أن ما بلغ روفنيوس كان خطأ، وأنه قد أخطأ في نقاطٍ كثيرةٍ. وواضح أن سقراط سجل تاريخه لتصحيح بعض الأخطاء وتقديم معلومات دقيقة وصادقة.
5. أوضح لثيؤدورس أنه لم يكتب ببلاغة، ولم يجرِ وراء التعبيرات والألفاظ الرنانة، بل أراد تسجيل العمل بروح البساطة لكي يُمكن فهمه بسهولة.
6. أوضح في مقدمة كتابه الارتباط بين الكنيسة والدولة، وأنه لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، فإن ما يحل بالواحدة من البؤس ينعكس على الأخرى.
7. في الفصل السابع (7 : 47) أوضح أن فترة السلام لا تحتاج إلى تاريخ، ولعل هذا ما دفعه إلى التوقف عند عام 439م حيث ساد السلام والهدوء بعد ذلك.
8. يرى أن دراسة الأعمال الوثنية ضرورية للرد عليهم في الجدال العقيدي.
9. يجد الدارسون أهمية خاصة في عمله حيث يضم مستندات أصيلة مثل قرارات المجامع ورسائل الأباطرة والأساقفة. قدم تفاصيل هامة عن مجامع نيقية وخلقيدونية وأنطاكية والإسكندرية والقسطنطينية وأفسس الخ. كما عالج مواضيع كثيرة خاصة بالأباطرة في عصره وشخصيات هامة من الأساقفة مثل باسيليوس أسقف قيصرية وغريغوريوس النزنيزي وأمبروسيوس وأثناسيوس ويوحنا الذهبي الفم ويوسابيوس النيقوميدي وكيرلس الخ.
كما تحدث عن الرهبان المصريين وعجائبهم. وعن Ulphilas أسقف القوط وهيباتيا Hypatia. وعن استقلال وبدء انشغال كنيسة روما بالسلطة الزمنية. تحدث عن تقدم الإنجيل بين القوط والعرب Saracens والفارسيين.
10. اهتم سقراط بالحديث عن الكنيسة الشرقية، ولم يتعرض للكنيسة الغربية إلا فيما يتصل بالكنيسة الشرقية.
11. غطت الكتب السبعة فترة حكم ثمانية أباطرة شرقيين.
الكتاب الأول: الكنيسة في عصر قسطنطين الكبير (306- 337م).
الكتاب الثاني: الكنيسة في عصر قسطنطين الثاني (337- 360م).
الكتاب الثالث: الكنيسة في عصر يوليان (361- 363م) وجوفيان (363 – 364م).
الكتاب الرابع: الكنيسة في عصر فالنس (364- 387م).
الكتاب الخامس: الكنيسة في عصر ثيؤدوسيوس الكبير (379-395).
الكتاب السادس: الكنيسة في عصر أركاديوس (395- 408م).
الكتاب السابع: الكنيسة في عصر ثيؤدوسيوس الصغير (408- 439م).
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت