الولادة: –
الوفاة: –
متوحد من سيناء، وكان من أهل فلسطين واعتزل أولاً في الإسقيط ثم بعد ذلك في جبل سيناء. سار في الفضيلة وأجهد نفسه بالصوم الطويل والسهر الكثير والتواضع والمحبة حتى صار أباً عظيماً. وقد أسس جماعة مقدّسة من الرجال وهي التي انضم إليها فيما بعد القديس العظيم زكريا. أهَّله الله لرؤية المناظر الإلهية، وكان يوصي تلاميذه دائماً بأن لا يهملوا شغل اليد وأن يتصدقوا بما يتفضل عنهم.
وقد رُوِي عنه بعض القصص الطريفة، من بينها القصة التالية: كان القديس سيلفانوس قد درَّب تلاميذه على العمل اليدوي، وفي إحدى المرّات جاء أحد المتوحدين السوّاح، وإذ رأى الاخوة يعملون عملهم بفرحٍ وبهجةٍ قال لهم: “لا تعملوا للطعام الفاني، فإنه مكتوب أن مريم اختارت لنفسها نصيباً صالحاً لا يُنزَع منها”. فلما سمعه الشيخ قال لتلميذه: “أعطِ الأخ كتاباً وأدخله الكنيسة وأغلق عليه ليقرأ ولا تدع عنده شيئاً يؤكل”، ففعل التلميذ ذلك. ولما أتت الساعة التاسعة تطلع هذا الأخ منتظراً دعوته للأكل، إلا أن أحداً لم يدعه. أكل الشيخ وتلاميذه ولم يدعوا الراهب.
وإذ اشتد به الجوع خرج من الكنيسة وقال للشيخ: “يا أبي ألم يأكل الاخوة اليوم؟” فأجابه: “نعم”، فقال: “لماذا لم تدعُنِي للأكل معهم؟” فأجابه: “أنت رجل روحاني لا حاجة بك إلى طعام جسداني ويكفيك النصيب الصالح. أما نحن فقوم جسدانيون محتاجون إلى الغذاء الجسداني ولهذا نعمل بأيدينا. وأنت قد اخترت النصيب الصالح واستمريت تقرأ طول اليوم فلا تحتاج للطعام الجسداني”. فعلم الأخ أنه قد أخطأ، فضرب مطانية مستغفراً. فأجابه الشيخ قائلاً: “يا بني لابد لمريم من أن تحتاج إلى مرثا، لأن بمرثا مُدِحَت مريم”. فانتفع الأخ من هذا التعليم وصار مداوماً على العمل بيديه ويتصدق بما يفضل عنه. ويروي كوتِليريوس Cotelerius العديد من القصص عنه، منها أنه في إحدى المرات استيقظ من النوم مفزوعاً لأنه كان في عالم الأبدية ورأى العديد من الرهبان في الجحيم، بينما الكثير من العلمانيين في السماء.
وضع هذا الأب أقوالاً نافعة في الجهاد الروحاني، ولما أكمل جهاده بشيخوخة صالحة أعلمه الله بوقت نياحته، فاستدعى الرهبان القريبين منه وتبارك منهم وسألهم أن يذكروه في صلاتهم ثم تنيح بسلام.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت