الولادة: –
الوفاة: –
بتوليتها
كانت ابنة كاهن يدعى جابينيوس Gabinius وابنة أخ البطريرك القديس غايوس Caius. كانت سوسنة جميلة جمالاً أخّاذاً، ومتعلمة تعليماً عالياً يضاهي تعليم والدها. وكان الإمبراطور دقلديانوس يبحث عن زوجة لابن زوجته ماكسيميانوس، وسمع الكثير عن سوسنة فأرسل أحد أعمامها، كان يعمل ببلاط الإمبراطور، ويدعى كلوديوس، ليطلب يدها من والدها.
حين سمعت القديسة بهذا، ومع أنه كان شرف كبير لأي بنت، إلا أنها أعلنت أنها عروس للمسيح ولن تتزوج بأي عريس أرضي. وحين جاء عمّها كلوديوس ليراها وهمَّ بتقبيلها امتنعت، فأوضح لها أن هذا تعبير طبيعي عن المحبة، فأجابت أنها لا تعترض على قبلته بل على فمه الملوث بالأضحية الوثنية، وإذ سألها كلوديوس: “فكيف أنظف فمي؟” أجابته: “تب واعتمد”.
أثرها على عائلتها
كان رفض ابنة أخيه لزواج ملكي أثره الكبير على كلوديوس حتى أنه سعى ليتعلم المسيحية وتعمَّد مع زوجته وابنيه، ثم أعتق عبيده وتخلى عن أملاكه للفقراء.
ولما لم يرجع للبلاط أرسل دقلديانوس أخيه مكسيموس، الذي كان أيضاً ضمن حاشية البلاط، ليستعلم عن سوسنة ويتحرى عن كلوديوس الذي شاع عنه أنه مريض. أخبره كلوديوس بقرار سوسنة، فذهبا سوياً لزيارتها وتكلما في الأمر مع جابينيوس والدها وغايوس عمها، واتفق الاخوة الأربعة على أن الفتاة لا ينبغي إثنائها عن عزمها بالرغم من تيقنهم من الخطر الذي سيتعرضون له جميعاً. ثم تعمَّد مكسيموس أيضاً وتنازل عما يملك للفقراء.
استشهادها
عندما بلغ دقلديانوس أمر الفتاة وخبر تحوُّل ضابطيه إلى المسيحية تبلّدت مشاعره وأعطى الإذن لأحد المشيرين له ويدعى جوليان، والذي كان يحمل ضغائن ضدهم، بالقبض عليهم والتعامل مع الأسرة كلها بما يتراءى له. وخشية أن يلين دقلديانوس عن قراره أمر جوليان أن يساق مكسيموس وكلوديوس وزوجته وابنيه إلى الموت حرقاً، وأُلقيت جثثهم في الماء. أما سوسنة فقُطِعت رأسها في منزل أبيها الذي استشهد بالمثل.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت