السريان من الشعوب الشرقية القديمة التي أثرت الحضارة الإنسانية على أنحاء عدة، كان منها الترجمة والفلسفة. وقد انقسموا في القرن الخامس الميلادي إلى طائفتين كبيرتين، استوطنت إحداهما بلاد ما بين النهرين وإيران، وأُطلق عليهم النساطرة، بينما استوطنت الطائفة االثانية سوريا وأعالي بلاد ما بين النهرين وأُطلق عليهم اليعاقبة.
ظهرت الكتابات السريانية الأولى في أوائل القرن الأول الميلادي، وكان معظمها نقوشاً صخرية، ثم تطورت اللغة السريانية في المنطقة الواقعة حول مدينة الرها. وما لبثت اللغة والثقافة السريانية أن انتشرتا في أواخر القرن الثاني الميلادي في مدن عدة مثل نصيبين، وأربيل وسلوقية. واستمر الإسهام الثقافي للسريان في سبيله طيلة العصور التالية، وكانت لهم إسهامات جليلة في الثقافة والحضارة. يعرض هذا الكتاب لحياة وأعمال أهم المترجمين والفلاسفة السريان على مر العصور، من مارا الفيلسوف الرواقي في القرن الأول أو الثاني، وصولاً إلى حنين بن إسحق وإسحق بن حنين في العصر العباسي، وكثيرين بعدهم، مروراً بهياس المترجم، وبولس الفارسي، وأثناسيوس البلدي، وجورج أسقف العرب، وطيماثاوس الأول، صديق الخلفاء.
يتحدث المؤلف افرام يوسف في كتاب الفلاسفة والمترجمون السريان عن الفلاسفة السريان في الامبراطورية الرومانية الشرقية وإمبراطورية الفرس الساسانيين، وفي عهد الأمويين الأوائل، وفي عهد العباسيين، وعهد المغول، وعن اتجاه الفلاسفة السريان نحو الشرق والغرب وانتشار المسيحية النسطورية. ترجمة شمعون كوسا.