حقيقة معروفة وهي أنّ المسيحيين قد لقوا خلال تاريخهم الطويل في مصر أو غير مصر اضطهادات قاسية مرة، الأمر الذي اضطرهم في أيام المسيحية الأولى قبل ان يُعترف بالمسيحية ديانة على قدم المساواة مع الديانات الوثنية الأخرى، إلى أن يعقدوا اجتماعاتهم سراً، وعُقدت الكثير من هذه الاجتماعات في السراديب والكهوف، بل بين المقابر وكان إندساس بعض الخائنين بينهم امراً ينذر بشر العواقب، ولذا احتاج المسيحيون إلى أن يتعارفوا او يتفقوا على ما نسميه في الوقت الحاضر (بكلمة السر)، وفضّلوا ان تكون هذه الكلمة رمزاً يُرسم ولا ينطق به. وقد وُجد كثير من هذه الرسوم على جدران السراديب التي كانوا يجتمعون فيها، فكان الفرد يلجأ إلى رسمه دلالة على أنّه من بين الجماعة وليس غريباً عنها. ولذا كانت هذه الشارات والرموز جزءاً من المسيحية. ولجأ الرهبان وغير الرهبان من الفنانين إلى رسم صور تمثّل حوادث الكتاب المقدس، وقد زخُرت مكتبات الأديرة بكثير من هذه الرسوم تزين المخطوطات القديمة.
ما هذا العصفور الذي يمسك به المسيح؟ ولماذا رُسمت الحمامة وهي تحمل غصن الزيتون؟ وهل وقف الديك مع المريمات ساعة الصلب؟ وهل رأى الناس الشيطان حتى يصوروه أسود الوجه ذا قرون ملتوية؟ وما دمنا نحترم هذه الصور والأيقونات وننظر لها باعجاب فلا بدّ ان نلُم بما حوته هذه الصور من رموز، وإن كان من أجل إجابة أطفالنا أجوبة صحيحة لكفى بذلك هدفاً وبغية. كتاب الرموز المسيحية ودلالتها تأليف جورج فيرجسون، ترجمة الدكتور يعقوب جرجس نجيب. تقديم ومراجعة دكتور زاهر رياض (الاستاذ بمعهد الدراسات القبطية).